Commentary

Op-ed

السياسات بشأن الجائحة هل سيزيد فيروس كورونا المستجدّ من حدّة الصراعات في ليبيا وسوريا أم سيخفّفها؟

A woman walks past damaged buildings with her child in the rebel-held Idlib city, Syria April 19, 2020. Picture taken April 19, 2020.  REUTERS/Khalil Ashawi
Editor's note:

هذه المقالة هي الثالثة من سلسلة الآراء الوجيزة حول السياسات بشأن الجائحة التي يتقدّم بها زملاء في مركز بروكنجز الدوحة.

هل سيُمدّد فيروس كورونا المستجدّ (كوفيد-19) الصراعَ في ليبيا وسوريا، أم هل ستزيد حروبٌ كهاتَين من تفشّي الجائحة؟ الجواب ليس ببسيط، إذ تبرهن التطوّرات التي شهدتها الدولتان كلتاهما مؤخراً على أنّ العلاقة بين الجائحة والصراع ديناميةٌ وليست أحادية الاتّجاه.

تشير مهى يحيى إلى أنّ تجزئة سوريا تحول دون اعتماد استجابة فعّالة لفيروس كورونا المستجدّ، فيما في الوقت عينه، “تزيد الجائحة من تجزّؤ سوريا”. وفيما تمّ تطبيق إجراءات احتواء بشكل جزئي في أجزاء من البلاد، ما زال القتال سارياً. وتقول مورييل أسبرغ وآخرون إنّه “لم يتغيّر مسار أيّ من الجهات الفاعلة الخارجية الحاسمة بشكل يسمح بالتعامل بشكل فعّال مع الحاجات الإنسانية الناتجة عن الجائحة”.

وعلى نحو مماثل، اشتدّ القتال في ليبيا، على الرغم من دعوة الأمين العام للأمم المتحدة لوقف إطلاق عالمي في مارس. وبفعل الحرب أضحت أنظمة الرعاية الصحّية غير مُجهّزة للتعامل مع أزمة صحّة عامة بهذا الحجم، وسيتفاقم الوضع جرّاء الهجمات الأخيرة على بعض المستشفيات في ليبيا. ويلفت عماد الدين بادي الانتباه إلى عنصر إضافي يزيد من تعقيد الأمور، ألا وهو التداعيات الجيوسياسية التي تخلّفها الجائحة في ليبيا. ويحذّر من أنّ عمليةً أوسع لجهد بناء الدولة في ليبيا ستتلقّى ضربة أخرى لأنّ أصحاب المصالح الدوليين يعطون أولوية لالتزاماتهم مع الجهات الفاعلة الهجينة المحلّية. وسوف يتمّ النظر إلى تلك الجهات الفاعلة على أنّها “أدوات من خلالها تُدار عدوى عدم الاستقرار”. في الوقت عينه، ينبّه فريدريك ويري من أنّ المجموعات المسلّحة الليبية يمكنها “أن تستغلّ أزمة الصحة العامّة هذه كأداة وسلاح لزيادة نفوذها السياسي والاجتماعي”.

أما في سوريا، فتقول أسبرغ وآخرون إنّ الجائحة لن تشكّل نقطة تحوّل في الحرب ولن تحدّد مسارها.

وفي زمن تبرز فيه الحاجة إلى العمل الجماعي للقضاء على الجائحة، ما زالت الجهات المتحاربة في سوريا وليبيا تراهن على حلّ عسكري لصراعاتها. وبالفعل، من غير المرجّح أن يصبح فيروس كورونا المستجدّ عنصراً محدّداً رئيسياً لديناميات الصراع في هذَين البلدَين. عوضاً عن ذلك، سيفاقم الفيروس نتائج الحرب الوخيمةَ أصلاً عبر تقليص قدرات الدولة وتجزيء السيادة وتكثيف الصراع العنيف على الموارد. وما دامت الدولة والمجموعات ما دون الدولة تفتقر إلى عناصر التصدّي الاقتصادية اللازمة لمعالجة تداعيات فيروس كورونا المستجدّ، سيتفاقم الصراع للسيطرة على الموارد.

تجدون في ما يلي مجموعة مختارة صغيرة من المقالات لمعرفة المزيد عن هذا الموضوع.

Syria and Coronavirus, Maha Yahya, Director of the Carnegie Middle East Center, April 14, 2020

https://carnegieendowment.org/2020/04/14/syria-and-coronavirus-pub-81547

Coronavirus in Libya: The Contagion of Instability, Emadeddin Badi, Nonresident Senior Fellow at the Atlantic Council, May 7, 2020

https://www.ispionline.it/en/pubblicazione/coronavirus-libya-contagion-instability-25963

Libya and Coronavirus, Frederic Wehrey, Senior Fellow at the Carnegie Endowment for International Peace, April 14, 2020

https://carnegieendowment.org/2020/04/14/libya-and-coronaviFREDERIC%2520WEHREYrus-pub-81530

The Covid-19 Pandemic and Conflict Dynamics in Syria, Muriel Asseburg et al., Senior Fellow at the German Institute for International and Security Affairs, May 2020

https://www.swp-berlin.org/en/publication/the-covid-19-pandemic-and-conflict-dynamics-in-syria/

Authors