Commentary

لماذا كان مقتل أسامة بن لادن مُبررًا؟

منذ وفاة أسامة بن لادن يوم الأحد الأول من مايو، جاءت تقارير متضاربة حول مدى المحاولات التي قامت بها قوات البحرية لإلقاء القبض عليه، وأثير جدلا حول ما إذا كان قد توجب عليهم إحضاره حيا. معظم وجهات النظر في هذا الجدل هي وجهات نظر مشروعة. فإذا كان إنقاذه ممكنا لأتاح ذلك فرصة للاستجواب على سبيل المثال، وكان من الممكن أن يتبع ذلك محاكمة عسكرية عادلة وسريعة وإعدامه إذا ما تم إصدار التشريعات المناسبة لتسهيل ذلك.

لكن هناك حجة واضحة إلى حد ما لم أسمع بها حتى الآن وهي لماذا اعتبر القتل مشروعا. حتى لو لم يكن بحوزة بن لادن سلاحا في يديه عندما تم إطلاق النار عليه، كان يمكن بسهولة أن يكون مفخخا للقيام بهجوم انتحاري، حيث اختار أن يودي بحياته الخاصة وحياة الموجودين معه في الغرفة باعتبار ذلك العملية “الاستشهادية” الختامية. قتله السريع كان أفضل وسيلة لتقليل احتمالات تنفيذه لمثل هذه الخطة.

كانت هذه الرواية ستروق جدا للقاعدة. فبعد أن عثرت الولايات المتحدة أخيرا على بن لادن بعد عشر سنوات من البحث عنه، قد سخر منهم للمرة الأخيرة بالتخلص من واحد أو أكثر من أفضل أفراد القوات البحرية أثناء ملاقاته لمصيره الأخير. ربما كان سيساهم هذا السيناريو في تعزيز أسطورة بن لادن ويترك العالم في جدل حول من نجح حقا في هذا الاشتباك، الولايات المتحدة أم بن لادن.

لقد عمل العديد من عناصر القاعدة بكل جدية على مر السنين لتجهيز أنفسهم لتنفيذ هجمات انتحارية ضد القوات الأمريكية أو أفراد المخابرات أو غيرها. يمكننا العودة بذاكرتنا إلى مأساة خوست التي وقعت في 30 ديسمبر 2009 عندما قام رجل، اعتقدت المخابرات الأردنية أنه على علاقة بابن لادن، بقتل العديد من الأميركيين، بما فيهم بعض ضباط وكالة الاستخبارات المركزية من العناصر الصغيرة الواعدة، بمجرد أن دخل قاعدة في شرق أفغانستان. ربما كان بن لادن سيقوم بعمل من هذا القبيل حتى من دون الاضطرار إلى الخروج من غرفة نومه الخاصة.

كان لديه خمس سنوات على توقع السيناريو. وكان لديه نصف ساعة أو نحو ذلك منذ أن سمع أصوات الدخول القسري وقد نبهه إطلاق النار بوجود قوات معادية. من السهل أن يكون قد ربط متفجرات على جسده مع وسيلة تفجير يمكن للذين أطلقوا النار عليه أن يخمنوها. في الواقع، من المتصور أن البيت كله كان مفخخا، وهذا يعني أن ستة أو أكثر من المحاربين الأمريكيين ربما كانوا سيقتلون إذا كان لدى بن لادن الوقت للضغط على زر أو جهاز تفجير.

بالطبع نحن نعلم الآن أن بن لادن لم يعد هذه الخطة. ولكن قوات البحرية الشهيرة المجهولة الذين أرسلوه إلى خالقه لم تكن تعرف هذا في ذلك الوقت.

من المعقول أن يكون هناك جدلا حول ما إذا كانت محاولة القبض على بن لادن وإحضاره حيا أفضل من قتله بسرعة. ولكن ليس من المعقول وصف قتل بن لادن بأنه عملية اغتيال قاسية لرجل أعزل غير مسلح وغير مؤذٍ.