Research

كيف نتصرف عندما تتردد أوروبا

تصاعدت المخاوف بشأن الاقتصاد منذ منتصف فصل الصيف وذلك من خلال تراجع ثقة المستهلك وتأييد الكونغرس وتراجع الرئيس بالإضافة إلى الاحتجاجات الشديدة التي نشأت في نيويورك وغيرها من المدن الرئيسية. في الملحق العاشر من بحث “كيف نتصرف”، قام فريق من الباحثين في مؤسسة بروكنجز ببحث الخمسة أرباع الماضية لتقييم الاتجاهات الي أدت إلى هذا الاستياء العام، حيث كان لضعف الاقتصاد الأمريكي والمخاوف العالمية التي شغلت مجموعة الـ20 مؤخرًا آثارًا على المستويين الوطني والمحلي.

الملحقات الماضية الخاصة ببحث كيف نتصرف »

لقد ارتفع إجمالي الناتج المحلي الأمريكي ليصل إلى 2,5 في المائة في الربع الثالث من العام بفضل المكاسب التي تحققت من خلال الإنفاق الاستهلاكي، لكن ظل المعدل الوطني للبطالة متوقفًا بطريقة محزنة عند 9,1 في المائة. وقد انخفض دخل الفرد القابل للأنفاق كما انخفضت ثقة المستهلك لتصل إلى أدنى مستوى لها منذ بداية عام 2009. ووفقًا لاقتراع مؤسسة جالوب لاستطلاع الرأي، فإن النسبة المئوية من الأمريكيين الذين عبروا عن رضاهم عما يحدث انخفضت لتصل إلى أقل مستوياتها على مدى عامين حيث وصلت إلى 13 في المائة.

وفي المقابل، فقد كانت الاقتصادات الناشئة مرنة مما جعل التجارة العالمية – وبشكل خاص مع الصين – نقطة تحول في مناقشات الكونغرس والرئاسة الجمهورية. فقد أقر مجلس الشيوخ مؤخرًا تشريعًا من شأنه فرض تعريفات أعلى على بعض المنتجات الصينية، هذا وقد أعلنت الصين عن التزامات جديدة بشأن مرونة العملات في اجتماع مجموعة الـ20. وفي الواقع، فقد سهل التقدير الحقيقي لقيمة اليوان إعادة التوازن التجاري بين الصين والولايات المتحدة. وحتى الآن، فقد دفع النمو القوي في كلٍ الصين والهند توقعات صندوق النقد الدولي إلى الاحتفاظ بنسبته العالية من النمو (4 في المائة) بالنسبة للاقتصاد العالمي هذا العام.

أما في أوروبا، فإن الصورة أكثر تعقيدًا، حيث يهدد الآن اضطراب السوق الذي بدأ كأزمة مالية ومصرفية في القليل من الدول الهامشية الاقتصادات الأكبر في القارة. وسيتم تكليف حكومة وحدة وطنية جديدة في اليونان بتنفيذ أحكام حزمة إنقاذ والتي من شأنها أن تفرض إجراءات قاسية لا تحظى بشعبية، فيما تقوم إيطاليا بتشكيل حكومة طوارئ تحت رقابة صندوق النقد الدولي لتنفيذ إجراءات سياسية صارمة من أجل تحقيق الاستقرار فيما يتعلق بضغط السوق. وتظل الرؤية غير واضحة فيما إذا كانت هذه الخطوات كافية من أجل تحويل مسار الأزمة ومنع حدوث آثار ضارة في الولايات المتحدة وأي مكان آخر. فقد كان واضحًا في كان أن الدول الأوروبية لا تزال بحاجة إلى توضيح جوانب هامة من استراتيجيتها.

ومن بين الأمور المحتملة والتي من الممكن أن تؤثر على الاقتصاد الأمريكي في الوقت الذي يتعثر فيه النمو في أوروبا هو انخفاض الصادرات. فقد اتسع العجز التجاري للولايات المتحدة مع كلٍ من أوروبا وآسيا وأمريكا اللاتينية خلال العام الماضي حيث يرجع الفضل في ذلك جزئيًا إلى انخفاض قيمة الدولار. وتعكس الاتجاهات الاقتصادية المحلية الثروات المتباينة لشركائنا في التجارة الدولية. في إنديانوبوليس، والتي تُعد مركزًا للصادرات الدوائية إلى أوروبا، أهدرت الصناعة عدد كبير من فرص العمل خلال العام الماضي. وعلى العكس من ذلك، ففي ألينتاون بولاية بنسلفانيا، عاد نمو فرص العمل في الصناعات الكيميائية الأساسية من جديد بفضل الطلب القوي من أمريكا اللاتينية. وفي وادي سيليكون، أدى ارتفاع صادرات الكمبيوتر والأجهزة الإلكترونية إلى آسيا إلى تزويد هذه الصناعة بـ7% من النمو في فرص العمل خلال الربع الثالث.

وينبغي لهذه الديناميات الوطنية والمحلية أن تسلط الضوء على الأولويات الخاصة بصانعي السياسات الاتحادية والدوّلية والمحلية. فلا يزال القادة الوطنيين بحاجة إلى التوصل إلى اتفاق بشأن الميزانية وتنشيط أجندة إعادة توازن الحساب الجاري التي وافقت عليها مجموعة الـ20 عن طريق زيادة الضغط على الصين لزيادة صافي وارداتها والوفاء بالتزاماتها. كما أنها تحتاج لمواصلة الضغط على الدول الأوروبية للتصدي لأزمة قد تؤدي إلى مزيد من التباطؤ السيئ في الاستثمارات المطلوبة وفي خلق فرص العمل.

وفي الوقت نفسه، ينبغي على المسؤولين المحليين التعاون مع قادة الأعمال والمجتمع المدني من أجل تعزيز الخدمات والبنية التحتية ذات الصلة بالتصدير ولمساعدة شركاتهم على التواصل بشكل أفضل مع الأسواق الأجنبية سريعة النمو. وفي هذه اللحظة، يجب على الولايات المتحدة أن تنظر إلى الخارج من أجل مواصلة وتسريع عملية الانتعاش الاقتصادي التي لا تزال هشة.

انظر أيضًا:

State of Metropolitan America – تصور الاتجاهات الديموغرافية والاجتماعية التي تشكل المناطق الحضرية في الولايات المتحدة
GovWatch – يتتبع التقدم والأداء الخاص بمؤسساتنا بشأن الانتعاش الاقتصادي
MetroMonitor – مقياسًا لازدهار أكبر 100 اقتصاد أمريكي حضري

المصادر:

 نمو إجمالي الناتج المحلي:
المكتب الأمريكي للتحليل الاقتصادي 

معدل البطالة:
المكتب الأمريكي لإحصاءات العمل

الدخل الشخصي المتاح للإنفاق:
المكتب الأمريكي للتحليل الاقتصادي 

معدل التضخم لأسعار المستهلكين:
المكتب الأمريكي لإحصاءات العمل

متوسط مؤشر داو جونز الصناعي:
موقع ياهو فاينانس

متوسط أسعار النفط:
إدارة معلومات الطاقة

شعور المستهلك:
مسح رويترز/جامعة ميشيجان حول المستهلك

تفاؤل المؤسسات الصغيرة:
مؤشر تفاؤل المؤسسات الصغيرة الخاص بالاتحاد الوطني للأعمال المستقلة

إنفاق المستهلك:
المكتب الأمريكي للتحليل الاقتصادي 

الإمداد الشهري للمنازل الجديدة:
المكتب الأمريكي للتعداد

معدل الفائدة على الرهن العقاري الثابت لمدة 30 عام:
فريدي ماك

معدلات التوظيف في المنطقة الحضرية:
المكتب الأمريكي لإحصاءات العمل

التوظيف في مجال الصناعة في المنطقة الحضرية:
البيانات الخاصة يتحليل مؤسسة بروكنجز لتحليلات وكالة موديز و المكتب الأمريكي للتحليل الاقتصادي والإحصاءات الأمريكية للتجارة الدولية

نمو أسعار المساكن في المنطقة الحضرية:
مؤشر Case-Shiller

بيانات التجارة الدولية:
لجنة التجارة الدوليةالأمريكية

المكافحة الأمريكية للوفيات في العراق وأفغانستان:
icasualties.org

معدلات تقييم مستوى الرئيس والكونغرس:
جالوب لاستطلاعات الرأي

نسبة المواطنين الأمريكيين “الراضين عن الأمور كما هي” :
جالوب لاستطلاعات الرأي