Commentary

عدم صلاحية نموذج الحل اليمني في سوريا الآن

ملاحظة المحرر: في مقابلة له مع ديفيد أرنولد من إذاعة صوت أمريكا، يقول إبراهيم شرقية أنه ربما يكون الوقت قد تأخر جدًا للوصول إلى تسوية تفاوضية في سوريا، على العكس من مغادرة الرئيس اليمنى على عبد الله صالح سلميًا للسلطة في وقت سابق من هذا العام. ويقول شرقية إنه بالرغم من أن اليمن يعد نموذجًا للتغيير السلمي، فهو لا يزال بحاجة إلى أن يستعد لمصالحة وطنية.

يقف تصاعد العنف في سوريا في تناقض حاد مع الهدوء النسبي الذي أعقب ثورة ربيع عربي مماثلة شهدها اليمن العام الماضي. وخلال الأشهر الماضية، اقترح محللون و مراقبون للشأن السوري نموذج تنحي الرئيس اليمني على عبد الله صالح الذي استمر في حكم اليمن لنحو 33 سنة كنموذج لحل أزمة قد تنتهي برحيل رئيس آخر استمر في الحكم طويلاً وهو الرئيس السوري بشار الأسد. ولكن مع ازدياد أعمال العنف، يبدو أن الوقت ينفذ بحيث لا يسمح بانتقال سلمي للسلطة في دمشق.

يقول إبراهيم شرقية المتخصص بتحليل و حل النزاعات بمركز بروكنجز الدوحة، أحد هؤلاء المراقبين الذي دعى ذات مرة من قبل إلى تسوية تفاوضية في دمشق، لديفيد أرنولد من إذاعة صوت أمريكا هذا الأسبوع أن الوقت ربما يكون قد تأخر جدًا بالنسبة لسوريا. يقول إبراهيم شرقية “أرى في هذه النقطة أن الأمر قد تعقد جدًا، وأن الفرص تقل كل يوم يمر دون مبادرة جادة للأسف”.

لقد أصبح اليمن نموذجًا للتغيير السلمي والإصلاح السياسي الممكن جزئيًا بسبب تبني دول الخليج التفاوض بشأن الرحيل السلمي لصالح. ولكن لا يزال اليمن بحاجة إلى الاستعداد لمصالحة وطنية، فضلاً عن توفير الكهرباء والمياه وفرص العمل لأبنائه حسبما يقول شرقية. كما يقول أن الظروف قد تحسنت تحت رئاسة الرئيس الجديد عبد ربه منصور هادي.

فيما يلي تقييم إبراهيم شرقية للبلدين وتوضيح لخمسة أسباب تُشكِّل رؤيته بأن “تغيير النظام عن طريق التفاوض أمر ربما لا سبيل له في سورية”:

التقدم في اليمن

“لقد أحرز اليمن تقدمًا على مستويين. المستوى الأول يتعلق بالعمل في ضوء توازن للقوى وقتال جماعة الرئيس السابق. وقد استطاع الرئيس هادي القضاء على العراقيل إلى حد معين وإضعاف جماعة الرئيس السابق عبد الله صالح وتهميش العديد من زعمائها. وبالتالي، اكتسب زخمًا في تحقيق سلطة مركزية… ويعتبر التقدم الآخر الذي أحرزه منصور هادي هو مكافحة تنظيم القاعدة وخاصة في الجنوب حيث استطاع تنظيم القاعدة السيطرة على محافظة أبين بالكامل”.

حمام الدم السوري.

“هناك خمسة عناصر تحتاج إلى البحث أراها برأيي تحول دون تنفيذ السيناريو اليمني في سوريا. العنصر الأول هو أنه كان لدينا انقسام في الجيش في اليمن حيث أيد نصف الجيش الثورة. أما في سوريا، فلا نرى إلا أن الجيش يدعم النظام، وإن كان ذلك على الأقل رسميًا. والعنصر الثاني، وهو الأكثر أهمية، أننا لم نرى في اليمن حمام الدم الذي يسيل الآن في سوريا”.

المعارضة المنقسمة والجيران المنقسمون

“العنصر الثالث: كان لدينا في اليمن معارضة متحدة مكَّنته هذه الوحدة من الدخول في مفاوضات والتوقيع عليها، بينما في سوريا، نرى الوضع منقسمًا ليس به أي نوع من الوحدة…. العنصر الرابع: تعتبر الثقة منعدمة تمامًا في سوريا… بينما لم تكن كذلك في اليمن؛ فقد كان هناك قدر من الثقة بين الأحزاب في اليمن مكَّنها من التفاوض والتوقيع على المفاوضات. العنصر الخامس: في اليمن، توحدت أطراف مختلفة من المجتمع الدولي كالسعودية والولايات المتحدة وروسيا والصين، ودفعت مبادرة مجلس التعاون الخليجي لإنفاذ حل أزمة اليمن. أما في سوريا، فنرى انقسام في المجتمع الدولي بين كتلتين”.

يمكنك الاستماع إلى المقابلة باللغة الإنجليزية على middleastvoices.voanews.com»