Research

سعي الهند لتحقيق مصالح استراتيجية واقتصادية في إيران

Iranian President Hassan Rouhani shakes hands with India's Prime Minister Narendra Modi (R) during a photo opportunity ahead of their meeting at Hyderabad House in New Delhi, India, February 17, 2018.

تتأثّر سياسة الهند تجاه إيران بشكل عام في مساعي نيودلهي لتوسيع نفوذها الاستراتيجي إلى ما يتخطّى جوارها لتصبح قوّة عالمية. وتتحكّم بهذه العلاقة مصالحُ اقتصادية وجيوسياسية، وهذا يعني للهند الحصول على الطاقة والتجارة والتواصل الإقليمي. تشكّل إيران أحد مصادر الطاقة الخارجية الأساسية للهند. وقد سعت نيودلهي إلى الاستفادة من علاقاتها مع طهران لدخول الأسواق وتقوية الروابط مع أفغانستان وآسيا الوسطى، متخطّيةً غريمتها باكستان. ويشمل ذلك الاستثمارَ عبر ميناء جابهار في إيران. وقد سعت نيودلهي أيضاً إلى تعزيز علاقاتها مع طهران للتخفيف من نفوذ الصين وباكستان الإقليمي. وتترسّخ العلاقة المتعدّدة الأوجه بين القوّتَين ضمن تاريخ طويل من الروابط الثقافية.

يناقش كديرا بثياغودا، في ورقته التحليلية هذه، العلاقات الهندية الإيرانية المعقّدة جرّاء الشراكات المتنامية مع الجهات المتخاصمة لكلّ من البلدين والعقوبات والمفاوضات المتقلّبة وقصر النظر البيروقراطي.

ويشكّل برنامج إيران النووي وفترة العقوبات المفروضة من الغرب مثالاً على القوى المتعارضة التي تؤثّر في صناعة القرارات لدى صانعي السياسات الهنود. وعلى الأرجح أن يعتمد حجم الأثر الذي سيخلّفه قرار الرئيس ترامب بالانسحاب من اتّفاق إيران النووي في العلاقات الإيرانية الهندية على قدرة تحمّل القنوات المصرفية المباشرة بين البلدَين والقدرة على العثور على بدائل فعّالة. ومع أنّ مقاربة نيودلهي قد تبدو متناقضة في بعض الأحيان، تبقى مقاربة مبرَّرة باعتبار أنّها تتوافق مع عقيدة الاستقلال الذاتي الاستراتيجي التي تعتمدها الهند.

وتتطلّب أيّ محاولة لفهم طبيعة الروابط الهندية الإيرانية ومسارها المستقبلي المتوقَّع استيعابَ جميع العوامل التي ترسم مقاربة الهند. ويتطلّب ذلك القيام بتقييم واعٍ وواقعي للقوى التي تجمع البلدَين ولتلك التي تشرذمهما. وتستخلص هذه الورقة من مقابلات مع صانعي سياسات هنود لتحديد المصالح والأولويّات التي تدعم سياسة الهند تجاه إيران.

Authors