Research

تحديد معالم الدولة الإسلامية

ورقة تحليلية جديدة صادرة عن مركز بروكنجز الدوحة, 1 ديسمبر 2014

ولّدت حالة الاضطراب الشديد في كل من سوريا والعراق فراغاً اجتماعياً-سياسياً، حيث تمكّنت المجموعات الجهادية من الازدهار. وقد أثبتت الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) أنها الأقوى والأكثر ديناميكية بين هذه المجموعات، من خلال سيطرتها على مساحات واسعة من الأراضي في سوريا والعراق. وبعد فترة وجيزة على إلحاق الهزيمة بالقوات العراقية واحتلال الموصل في يونيو 2014، أعلنت داعش بجرأة عن إقامة الخلافة وغيّرت تسميتها لتصبح ما نعرفه اليوم بالدولة الإسلامية. كيف أصبحت الدولة الإسلامية قويةً إلى هذا الحدّ؟ ما هي أهدافها وخصائصها؟ وما هي أفضل الخيارات المتاحة لاحتواء هذه المجموعة وهزيمتها؟

في ورقة تحليلية جديدة صادرة عن مركز بروكنجز الدوحة، يعود تشارلز ليستر بجذور الدولة الإسلامية من الأردن إلى أفغانستان، فالعراق ووصولاً إلى سوريا. يصف ليستر تطورها من مجرد مجموعة إرهابية صغيرة إلى تنظيم بيروقراطي يسيطر حالياً على آلاف الأميال المربعة يحاول أن يحكم الملايين من الناس. يقدّم ليستر تقييماً لقدرات المجموعة ويوضّح تكتيكاتها المختلفة ويحدّد مسارها المحتمل.

يرى ليستر أنّ معالجة الإخفاقات الاجتماعية والسياسية في سوريا والعراق هي المفتاح لتقويض استدامة الدولة الإسلامية على المدى الطويل. بالتالي، يشير إلى أنّ التصدي للدولة الإسلامية بشكل فعال سيكون عملية مطوّلة على الجهات الفاعلة المحلية قيادتها. على وجه التحديد، يقول ليستر إنّه على الجهات الفاعلة المحلية ودول المنطقة والمجتمع الدولي أن تعمل معاً من أجل مواجهة قوة الدولة الإسلامية المالية وتعطيل حراكها العسكري واستهداف قيادتها وتقييد استخدامها لوسائل التواصل الاجتماعي في عمليات التجنيد ونشر المعلومات وجمعها.

Table of contents (Arabic)القسم الأول: 15 سنة من التقدّم

  • 2003-1999: من الأردن إلى أفغانستان
  • 2004-2003: بدء التمرّد في العراق
  • 2006-2004: توحيد العراق، التوترات مع تنظيم القاعدة
  • 2009-2007: فشل الحكم والصحوة
  • 2011-2010: إعادة الهيكلة والانتعاش
  • 2014-2011: سوريا والعراق والقاعدة والخلافة

القسم الثاني: الدولة الإسلامية اليوم

  • الاستراتيجية العسكرية
  • السياسة الداخلية
  • الحُكم

القسم الثالث: نظرة مستقبلية

  • الأهداف: العراق وسوريا
  • أهداف إقليمية أو عالمية؟
  • الضربة الموجهة من قبل المقاتلين الأجانب؟
  • توصيات السياسة

Map divider (Arabic)

 

أنظر أدناه خريطة سوريا والعراق، والتي تبين المحافظات والمدن الرئيسية في البلدين، وكذلك الأنهار وشبكات الطرق الرئيسية. تمتد مناطق عمليات الدولة الإسلامية حالياً من منطقة الباب الواقعة في شمال غرب سوريا إلى بعقوبة وبغداد في وسط العراق

Iraq and Syria mapKey takeaways divider (Arabic)

في كل من سوريا والعراق، لا بد من بناء وتطوير وتنفيذ استراتيجية واسعة تهدف بشكل واضح إلى إضعاف نقاط القوة الأهم بالنسبة إلى الدولة الإسلامية، والتي بدونها سيضعف التنظيم بسرعة كبيرة.


نقاط القوة توصيات السياسة

القدرة على اكتساب إيرادات كبيرة باستمرار من أجل تمويل الحكم بفعالية وتوفير الخدمات الإدارية والاجتماعية في المناطق الخاضعة لسيطرة التنظيم.


استهداف البنية التحتية الخاصة بالنقل على الطرق والتي يستخدمها التنظيم لنقل النفط إلى العملاء، مما سيعود بفائدة إضافية تتمثل في قطع النقاط الرئيسية لاتصالات التنظيم وقيادته وسيطرته. توسيع العقوبات الدولية القائمة وتكثيفها.


التنقل السريع والقدرة على إعادة نشر العناصر والموارد باستمرار إلى جبهات حديثة النشاط.


التركيز على استهداف قدرات عناصر الدولة الإسلامية للتنقل البري، وبخاصة أساطيلها من الشاحنات الصغيرة والعربات المدرّعة التي تم الاستيلاء عليها. سيتمّ تنفيذ هذه الاستراتيجية من قبل جهات فاعلة محلية، وبدعم من المراقبة الجوية المكثفة والقوة الجوية، بالإضافة إلى توفير التدريب والمعدات العسكرية.


قيادة عليا ذات قدرة هائلة ومسيطر عليها بإحكام وقيادة عسكرية وبنية تحكّم على المستويين المحلي والإقليمي، والجميع مسؤول عن إدارة الحملات العسكرية المحترفة والحفاظ على الزخم.


الشروع بإطلاق عمليات استخباراتية منسّقة على المستوى المحلي من قبل جهات فاعلة محلية بهدف جمع المعلومات عن هوية القيادة العليا والعسكرية للدولة الإسلامية ومناطق عملياتها. ومن خلال استعمال هذه المعلومات لخدمة العمليات العسكرية الحالية ضد الدولة الإسلامية، يجعل التخلّص المتواصل من قادة الدولة الإسلامية ذوي الخبرة هذا التنظيم أكثر عرضة للمناورات العسكرية البرية من قبل الجماعات المتناحرة له في كلّ من سوريا والعراق.


الاستخدام الفعال لوسائل التواصل الاجتماعي لنشر أيديولوجية الدولة الإسلامية وأنشطتها وأهدافها وإضفاء الشرعية عليها والتجنيد والحصول على الدعم الدولي.


الاستمرار في المواجهة الضروس لوجود الدولة الإسلامية على الانترنت وتحدّي عقيدتها الدينية السياسية من خلال حسابات “متخفية” داخل المجتمع الجهادي على الانترنت.


بيئة متساهلة تتجسد في حالة الصراع المستمرة وعدم الاستقرار الاجتماعي الكبير في كلّ من سوريا والعراق.


في سوريا، التخلّص من صورة المواجهة الثنائية بين المعارضة والحكومة واستبدالها بتركيز أكثر شمولاً على فكرة الحفاظ على سيادة الأراضي السورية ووحدة المجتمع السوري. وبشكل حاسم، ينبغي على المجتمع الدولي أن يدرك ويوضح أنّ الرئيس الأسد لا يمثل زعيماً موحِّداً لبلاده.

في العراق، البناء على التقدم السياسي الذي تمّ تحقيقه حتى الآن في بغداد والبدء بدمج الجهات السنية في الحراك الوطني، بما فيهم المشاركون في الأنشطة المسلحة. تعزيز قدرة الحكومة المركزية وهياكلها المختلفة للحفاظ على الدولة الموحدة التي يعترف دستورها بالمساواة في الحقوق بين جميع المجموعات العراقية المختلفة.

Related content divider (Arabic)