Research

الأزمة المستمرة: تحليل المشهد العسكري في سوريا

تغيّرت الثورة السورية بشكل ملحوظ منذ ظهور أولى علامات المقاومة المحلية المسلحة في أواخر شهر أبريل من العام 2011. خلال السنوات الثلاثة الماضية، فشلت الدول الغربية ودول المنطقة المعارضة لحكم الأسد في تشكيل هيئة منظمة تمثل المعارضة السياسية والعسكرية. بدلاً من ذلك، أدى تشرذم المعارضة أولاً ومن ثم الصراع ككل إلى طرح عدداً من التهديدات الخطيرة التي تطال الأمن والاستقرار الإقليميين والدوليين.

في موجز السياسة الجديد الصادر عن مركز بروكنجز الدوحة بعنوان: “الأزمة المستمرة: تحليل المشهد العسكري في سوريا“، يحلل تشارلز ليستر المعارضة المدعومة من الغرب، والنفوذ المتزايد للمسلحين الجهاديين، والقدرات المتنامية للقوات الموالية للحكومة. يشير ليستر إلى أن هذه الأطراف ستظل في حالة مواجهة حتى يتم التوصل إلى حلٍ سياسي، لا سيما وأنّ تحقيق انتصار عسكري حاسم يبدو صعب المنال بالنسبة لكافة الأطراف. ولكن، نظراً لتزايد عدد الجماعات المسلحة لدى طرفي الصراع، فمن غير المرجح أن تتوقّف دوامة العنف في سوريا حتى ولو توصّلت الحكومة والمعارضة لاتفاق ما.

وبالتالي، يرى ليستر أنه ينبغي على الدول الغربية والإقليمية أن تركز على هدفين أساسين لسياستهما إزاء الأزمة السورية، أولاً، يتعيّن على المجتمع الدولي تعزيز معارضة سورية متماسكة من شأنها أن تتحدى نظام الأسد على أرض المعركة وعلى طاولة المفاوضات. ثانياً، يتعيّن على المجتمع الدولي مساعدة الدول المجاورة لسوريا على إدارة الآثار غير المباشرة لحالة العنف الناجمة عن هذا الصراع، وبشكلٍ خاص، الحد من إمكانية توسيع رقعة عمليات الجماعات الجهادية الموجودة في سوريا خارج حدود البلاد.