Commentary

خطوة حساسة تقوم بها كاثرين أشتون في طهران لموازنة الأمور

في أقل من أسبوع، سيجتمع في فيينا ممثلون عن إيران والدول الست الكبرى (بريطانيا، والصين، وفرنسا، وروسيا، والولايات المتحدة، بالإضافة إلى ألمانيا) لمناقشة السبل التي تتيح لإيران إعطاء ضمانات يمكن التحقق منها حول الطبيعة السلمية لبرنامجها النووي.

في ضوء هذا، اعتُبرت الزيارة التي قامت بها كاثرين أشتون، ممثلة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي وممثلة الدول الست الكبرى في المحادثات النووية، في 9 و10 مارس إلى إيران لفتة رمزية وودية بشكل عام. ولكن، بالإضافة إلى الجانب الدبلوماسي من الزيارة، جاءت زيارة أشتون كخطوة موازِنة حساسة في السعي لتحقيق أهداف مختلفة.

إنّ أحد هذه الأهداف هو حشد تأييد الشعب الإيراني للمحادثات النووية. في إيران، تعرّض الرئيس حسن روحاني لانتقادات متزايدة بسبب قراره بالتفاوض مع الدول الست الكبرى. وإذ بزيارة أشتون، وهي الزيارة الأولى لمسؤول كبير في السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي منذ العام 2008، تقدّم لروحاني بعض الأدلة بأن نهجه قد ينجح. وقد رحّبت الصحافة الإيرانية في البداية بالزيارة بشكل عام.

وكان هدف آخر من الزيارة هو التأكيد على إمكانية التعاون بين الاتحاد الأوروبي وإيران حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، ابتداءً من مكافحة تهريب المخدرات وصولاً، ربما، إلى الجهود من أجل إنهاء الحرب الأهلية في سوريا.

بالإضافة إلى ذلك، كانت هناك حاجة أن تربط أشتون تحسن العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وإيران مع النجاح في المحادثات النووية. ذكرت أشتون، في تصريحات صيغت بعناية، الزيارات التي قام بها مؤخراً وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي (إيطاليا، وبلجيكا، وبولندا، والسويد، وإسبانيا) إلى طهران ووصفتها بـ”الروابط التاريخية” مع إيران. في الظاهر، ربما أرادت أشتون فقط تعزيز الرسالة أنّ رغبة أوروبا باستعادة العلاقات مع إيران هي صادقة. أما بين السطور، كان هناك أيضاً تحذيراً متقناً بأن دول الاتحاد الأوروبي فرادى لا تحيد عن نهج المسار المزدوج الذي تتّبعه الدول الست الكبرى في الجمع بين الدبلوماسية وفرض العقوبات.

بفعلها هذا، قد يكون في ذهن أشتون هدف آخر، وهو التأكيد مرة أخرى للولايات المتحدة أن مبادرات بعض دول الاتحاد الأوروبي تجاه إيران لن تؤدي إلى إزالة عزلة إيران فجأة. جاء قرارها بتمرير تحذير حول نتائج المحادثات النووية متعارضاً للغاية مع تفاؤل إيران ولكن متماشياً مع مخاوف الولايات المتحدة، وكان وسيلة غير مباشرة لإظهار أنه لا ينبغي على إيران تتوقع الكثير بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. وعلى نحو مماثل، كان لقاء أشتون مع الناشطات، والذي لاقى انتقادات كثيرة من قبل المتشددين في إيران، تذكيراً بأن الاتحاد الأوروبي لا يهتم بخطط إيران النووية فقط، بل بأكثر من ذلك.