هذه المقالة هي الخامسة من سلسلة الآراء الوجيزة حول السياسات بشأن الجائحة التي يتقدّم بها زملاء في مركز بروكنجز الدوحةنهى أبو الدهب.
تشكّل محاربة مختلف أنواع العنصرية، بما فيها رهاب الإسلام أو الإسلاموفوبيا، جزءاً لا يتجزّأ من الجهد للقضاء على فيروس كورونا المستجدّ، إذ يُعرقل التمييز في خضمّ الجائحة محاولات احتواء الفيروس ويعطي صورة مُضلّلة عن دور المسلمين.
فقد رافقت مثلاً صورٌ لا صلة لها بالجائحة لمسجد أو امرأة مسلمة ترتدي الحجاب، القصصَ التي تناولت فيروس كورونا المستجدّ في الغرب. وبَرَزَ ذلك بوضوح عندما نشرت وسائل إعلام كبيرة، مثل ذا نيويورك تايمز وسي أن أن وبي بي سي، صوراً لمساجد في إسطنبول في معرض عرضها قصصاً عن منع السفر من أوروبا الذي فرضته الولايات المتّحدة للحدّ من تفشّي فيروس كورونا المستجدّ. وكان ذلك مضلِّلاً، لا سيّما وأنّ تركيا لم تكن على قائمة الدول التي لم يُسمح لها بإرسال مسافرين إلى الولايات المتّحدة. وتقول مباشرا تازامال وكريستين غاريتي شيكيرسي الانتباه إنّ “هذه الصور تنقل رسائل مبطّنة وغير مباشرة تربط الطابع الإسلامي والتديّن الإسلاميّ بالذعر إزاء الأمراض المتفشية والعدوى المميتة”.
وكشف فيروس كورونا المستجدّ عن هيكليات رهاب الإسلام التي تسبق الجائحة، على غرار تلك التي أنشأتها حكومة مودي في الهند. وتقول جيشري باجوريا إنّ هذا الأمر زاد من تشويه صورة المسلمين في البلاد حيث يُلقى باللوم عليهم لنشر الفيروس.
ويؤثّر رهاب الإسلام سلباً في الجهود العالمية لمحاربة الجائحة. فيحذّر سانديب كومار وسوميت راي أنّ تمييز كهذا يتسبّب بـ”أذى كبير في خلال وباء ما” لأنّه ينشر الخوف في مجتمعات الأقلّيات ويثنيها عن الإقرار بالعوارض. ويضيفان أنّ هذا يحُول دون بروز “معلومات ضرورية لوقف تأثيرات جائحة سريعة التغيّر ومحاربتها”. علاوة على ذلك، تقول إيشيتا شيب إنّه في حالة المملكة المتّحدة، “يقوّض رهاب الإسلام العمل الجبّار الذي قام به المجتمع المسلم في دعم الجهود الوطنية، من العمل على الخطوط الأمامية… إلى إطلاق المبادرات المجتمعية”.
وردّاً على العنف الأخير الذي سببه رهاب الأجانب، حثّ الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريش الدول على “[المبادرة] إلى تعزيز مناعة مجتمعاتنا من فيروس الكراهية”. بيد أنّ محاربة فيروس كورونا المستجدّ ومحاربة العنصرية ليسا كفاحَين متوازيين. فالسياسات الموضوعة للتعامل مع أزمة الصحّة العامة هذه مرتبطة بشكل وثيق بالحدّ من تفشّي الكراهية.
تجدون في ما يلي مجموعة مختارة صغيرة من المقالات لمعرفة المزيد عن هذا الموضوع.
Islamophobia Has No Place in the Fight Against COVID-19, Mobashra Tazamal, Senior Research Fellow at the Bridge Initiative and Kristin Garrity Şekerci, Senior Research Fellow at the Bridge Initiative, April 14, 2020
https://truthout.org/articles/islamophobia-has-no-place-in-the-fight-against-covid-19/
CoronaJihad is Only the Latest Manifestation: Islamophobia in India has Been Years in the Making, Jayshree Bajoria, Senior Researcher in the Asia division at Human Rights Watch, May 1, 2020
How bigotry, like COVID-19, can go viral: The ABC of a modern pandemic, Sandeep Kumar, Associate Professor at Harvard Medical School and Sumit Ray, Chief of Medical Services at Artemis Hospital Gurugram, April 14, 2020
Islamophobia and the COVID-19 pandemic in the UK, Eeshita Chib, Research Intern at the Observer Research Foundation, May 29, 2020
https://www.orfonline.org/expert-speak/islamophobia-covid-19-pandemic-uk-67037/?amp
Authors
Commentary
Op-edالسياسات بشأن الجائحة: أزمة صحّة عامة وأزمة كراهية: فيروس كورونا المستجدّ ورهاب الإسلام
الأربعاء، 17 يونيو 2020