January

20
2010

6:00 pm EST - 7:30 pm EST

تقييم السياسة الخارجية لأوباما بعد مرور سنة: وجهات نظر من واشنطن والدوحة

Wednesday, January 20, 2010

6:00 pm - 7:30 pm EST

مركز بروكنجز الدوحة، الدوحة، قطر


(الحدث بالكامل متوفر صوتيا باللغة الانجليزية)

استهل مارتن إنديك الجلسة بإبداء ملاحظات حول وضع عملية السلام، وأشار قائلا “لقد بدأ الرئيس أوباما بدايةً جيدة في منطقة الشرق الأوسط بحديثه التاريخي في يونيو بالقاهرة والذي كان له صدى جيد في العالم العربي، كما أن الرئيس أوباما قد تولى منصبه مع تقديره لمدى أهمية القضية الفلسطينية بالنسبة للعلاقة بين الولايات المتحدة الأمريكية والدول والمجتمعات ذات الأغلبية المسلمة”. وعلاوة على ذلك، فقد أشار إنديك إلى أن تعيين جورج ميتشل (الأمريكي من أصل عربي) كمبعوث خاص لعملية السلام في الشرق الأوسط قد أضفى على إدارة أوباما شيئًا من المصداقية، إلا أن إنديك استدرك حديثه مشيرًا إلى أن الرئيس أوباما “قد صدمه الواقع” الفعلي: انتخابات حكومة اليمين الإسرائيلي تحت قيادة رئيس الوزراء بنيامين نيتانياهو، والدولة الفلسطينية المنقسمة على نفسها ذات القيادة الضعيفة، وقادة العرب الذين لا يرغبون في تقدم المبادرة العربية, ومع مرور عام على الإدارة فإن مفاوضات الوضع النهائي ما زالت ليس لها محل من الإعراب فبالرغم من أن نيتانياهو قد أقر بإيقاف إنشاء المستوطنات في الضفة الغربية في ديسمبر ما زالت أنشطة الاستيطان مستمرة في القدس.

وقد أشار إنديك إلى أنه مع إدارة أوباما بالذكرى السنوية لمرور عام عليها، فقد خاب أمل العرب في الولايات المتحدة الأمريكية، ومع ذلك، فبالرغم من العديد من القضايا التي تواجه المنطقة والتحديات العديدة التي تعترض طريق الرئيس أوباما، فإن إنديك يشعر بالتفاؤل بخصوص المستقبل مشيرا إلى بعض التقدم للأمام بما فيها تأييد نيتانياهو “لهدف قيام دولة فلسطينية مستقلة” وذكر أن “كلا الطرفين قد وافقا على كل شروط مفاوضات الوضع النهائي.” كما أشار إنديك إلى أن إدارة أوباما قد اجتازت منحناً تعليميا حرجا خلال عامها الأول إلا أنها نجحت في وضع أرضية للمضي قدما، وبالتالي فما زال الوقت مبكرا لرفض الجهود التي تبذلها الإدارة لتجديد العلاقة مع الدول والمجتمعات ذات الأغلبية المسلمة.

وعلى صعيد آخر أبدى كين بولاك نظرة عامة على سياسة الإدارة الأمريكية تجاه كل من إيران والعراق واليمن، وقد استهل حديثه بالإطراء على أوباما لاتخاذه لهجة أكثر إيجابية تجاه المسلمين في العالم والدخول في دبلوماسية عالمية صعبة وخاصة مع كل من الصين وروسيا وإيران, كما أشار أن إيران حتى الوقت الراهن تتنصل من وعودها الدبلوماسية في حين أن الصين وروسيا تفرضان قيودا على إيران كما أن احتمالية قيام الأمم المتحدة بفرض “عقوبات صارمة” على إيران هي احتمالات ضعيفة. كما أشار بولاك إلى احتمال قيام الإدارة بالتضحية بدعم المعارضة الإيرانية على أمل التوصل إلى اتفاق نووي مع النظام الحاكم. وفي ذات الوقت في العراق كان هناك تقدما ملموسا مع قيام أوباما بتقليل عدد القوات مع إجراء انتخابات عراقية طال انتظار العراقيين لها، كما قال بأن النهج الذي تنتهجه الإدارة تجاه العراق ما زال نهجا متخبطا محتفظا بالتدخل في وقت الأزمات وهو الأمر الذي قد ينفّر العراقيون الذين يعتمدون على الدعم الأمريكي. أما بالنسبة إلى “الحرب ضد الإرهاب” فقال بولاك بأن إدارة أوباما، حسب كلامها، قد حادت عن نهج الإدارات السابقة في تعاملها مع خطر الإرهاب غير أنها لم تعرب حتى الآن عن إستراتيجية شاملة وفعّالة لقيامها بذلك. وبخصوص القضايا الطارئة في اليمن قال بولاك “لقد أفسحت المشاكل الداخلية المعقدة مجالا للحركات الإرهابية مما جعل هذه الحركات قادرة على غرس جذورها وتقوم الآن بتصدير الإرهاب إلى الخارج”.

من ناحية أخرى صرَح إبراهيم هلال بأن العرب أصيبوا بخيبة أمل في إدارة أوباما, وقد استهل هلال نقده بالتعليق على التغير في لغة الخطاب لإدارة الرئيس أوباما حيث التغيير من “الحرب على الإرهاب” إلى “الحرب على الإرهابيين،” وكذلك “تعهد أوباما لنفسه بجعل القيم الأمريكية قبل المصالح الأمريكية.” ومع ذلك فقد أعرب هلال عن شكه البالغ في التدخل الملموس للإدارة في العالم الإسلامي، ففي رأي العرب والمسلمين هناك قضيتان تتعلقان بالإدارة الأمريكية: الأولى هي تصعيد “الحرب على المسلمين” في باكستان مع النشاط المتزايد، والثانية هي تجميد عملية السلام بين إسرائيل وفلسطين. وقد أبدى هلال أسفه الشديد على حقيقة أنه حتى بعد الزيارة الثامنة لجورج ميتشل في المنطقة، ما زالت عملية السلام ذاهبة إلي طريق مسدود. كما حذر هلال من أن تنظيم القاعدة ما زال رابحا للحرب على الإرهاب باكتسابه المزيد من المتطوعين والقدرة على القتال في أكثر من جبهة.

وأضاف أحمد موصلي بأنه بالرغم من أن الرئيس أوباما يبدو حسن النية، إلا أنه يواجه مشكلات كبرى تعَوق تنفيذ أجندته الخاصة بالسياسة الخارجية. وأشار إلى أنه على الرئيس أولا أن يجد حلا لإدارة النظام المصرفي ومجموعات الضغط البرلماني القوية، والشركات والمجمع العسكري الصناعي قبل أن يكون قادرا على تحقيق رؤيته الخاصة بإحداث التغيير. وفي نفس الوقت أشار موصلي إلى المقاومة الداخلية في العراق والدولة الفلسطينية التي أصبحت ذات طابع أكثر عسكرية، والرجوع القوي إلى النظام القبلي في اليمن كحواجز أساسية تقف في طريق السلام والاستقرار في المنطقة، واتفق موصلي مع هلال في قوله بأن الحرب على نظام القاعدة هي حرب فاشلة حيث أن نظام القاعدة يتمدد. وفي النهاية، أشار موصلي إلى أن الرئيس أوباما ما زال “قليل الخبرة” وأن رؤيته الشاملة لشرق أوسطي أكثر سلاما هي ما زالت مجرد احتمال، واختتم موصلي حديثه بملحوظة مثيرة وهي أن ” الأسئلة من طراز لماذا يمكن لإسرائيل امتلاك سلاح نووي ولا يجوز ذلك لإيران،” تبدو أسئلة خيالية في العاصمة الأمريكية إلا أن هذه الأسئلة تتحول إلى حركات على أرض الواقع [ في الشرق الأوسط ].

وعقب إبداء أعضاء الحوار لملاحظاتهم كانت هناك فترة لطرح أسئلة وإجابات شملت بعض الموضوعات مثل الديمقراطية في الشرق الأوسط و احتمالية الانعزال عن الولايات المتحدة الأمريكية. فعلى سبيل المثال، استفسر أحد الحاضرين عن سبب فشل إدارة أوباما في دعم الإصلاح الديمقراطي بصورة أكثر نشاطا مشيرا إلى أن أوباما قد تم انتخابه لتمثيل المسلمين حول العالم من مصر – وهي الدولة التي حققت تقدما محدودا في الديمقراطية. أجاب كين بولاك على السؤال موضحا إن إدارة أوباما كانت تحاول أن تنأى بنفسها عن الطريق الذي اتخذته إدارة بوش لتؤكد على أن دعم الديمقراطية كان الأمر الرئيسي أثناء مرحلة بوش كما أن إدارة أوباما ترغب في أن تنأى بنفسها عن هذا النهج. وقال بولاك بأن هذا ليس الطريق الصحيح للعمل. وأضاف إنديك أنه بالرغم من السقطة في الخطابة الديمقراطية إلا أن إدارة أوباما قد قامت بزيادة تمويل المجتمع المدني بنسبة تبلغ 20 بالمائة تقريبا. وطرح شخص آخر من الحضور سؤالا عن احتمال التدخل الأمريكي للتركيز على القضايا المحلية الهامة، وقد اتفق أعضاء الحوار على أن الانعزال عن الولايات المتحدة الأمريكية ليس خيارا عمليا ولا قابل للتطبيق.