Research

ما وراء الطائفية: الحرب الباردة الجديدة في الشرق الأوسط

من سوريا والعراق إلى ليبيا واليمن، عاد الشرق الأوسط ليكون منطقة تمزّقها الصراعات. ويدور جزء كبير من هذا القتال حول المحاور الطائفية، لكن هل يمكن فعلاً تفسيرها بكونها مجرد معركة “بين السنة والشيعة”؟ وما الذي يفسر تصاعد العنف في المنطقة كلها؟ وما هو الدور الذي يمكن أو يجب على الولايات المتحدة أن تؤديه؟

يصف غريغوري غوس، في دراسة تحليلية جديدة صادرة عن مركز بروكنجز الدوحة عنوانها: “ما وراء الطائفية: الحرب الباردة الجديدة في الشرق الأوسط“، السياسة في الشرق الأوسط على أنها حرب باردة إقليمية جديدة تتنافس فيها إيران والمملكة العربية السعودية على القوة والنفوذ. وبدل أن تنشأ عن تنافس طائفي، تنتج الحرب الباردة الجديدة عن ضعف الدول العربية وظهور الفراغات السياسية الداخلية حيث يسعى اللاعبون المحلّيون لجلب الدعم الخارجي.

ويوضح غوس أن القوّة العسكرية ليست بالضرورة مفيدة في النزاع الإقليمي كما هي الروابط الأيديولوجية والسياسية العابرة للحدود بين اللاعبين المحليين الرئيسيين. ويشير إلى أن أفضل طريقة لدرء الصراعات هي بإعادة بناء أنظمة سياسية مستقرّة تحدّ من التدخل الخارجي. ونظراً إلى محدوديّة إمكانية الولايات المتحدة بتحقيق ذلك، يوصي غوس بأن تأخذ الولايات المتحدة مقاربة متواضعة تركّز على دعم الدول التي تحكم بالفعل وتعمل بشكل متعدّد الأطراف وتتذكر بأن المصالح الأمريكية الأساسية غير مهددة بشكل مباشر حتى الآن.