Research

استطلاع الرأي العام العربي لعام 2011

في يوم الاثنين الموافق 21 نوفمبر 2011، أصدر شبلي تلحمي، أستاذ كرسي أنور السادات للسلام والتنمية في جامعة ميريلاند وباحث أعلى غير مقيم في مركز سابان لسياسات الشرق الأوسط بمؤسسة بروكنجز، استطلاع الرأي العربي لعام 2011 والذي يتم إجراؤه كل عام بالاشتراك مع مؤسسة زغبي الدولية.

وقد قام استطلاع رأي هذا العام باستعراض رأي ما يقرب من 3000 شخصًا في مصر والمغرب والأردن ولبنان والإمارات العربية المتحدة في تشرين أول/أكتوبر لعام 2011 حيث قام بتقييم المواقف العربية تجاه الولايات المتحدة وإدارة أوباما وآفاق عملية السلام العربي الإسرائيلي وتأثير الصحوة العربية والتوقعات حول الانتخابات المصرية والآراء حول توجه المنطقة سياسيًا.

الربيع العربي

• تركيا هي الرابح الأكبر في الربيع العربي. فمن بين البلدان الخمسة الذين شملهم استطلاع الرأي، لعبت تركيا دورًا “بناءً للغاية” في الأحداث العربية. يُعد رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان الشخص الأكثر إثارة للإعجاب بين قادة العالم وهؤلاء الذين يتصورون رئيسًا جديدًا لمصر يريدون هذا الرئيس الجديد أن يشبه أردوغان إلى حد كبير. فالمصريون يريدون بلدهم أن تشبه تركيا إلى حد كبير أكثر من أي خيارات أخرى مقدمة للبلدان المسلمة والعربية وغيرها.

• عانت إيران من النتائج المتباينة. قام العديد من الأشخاص في عام 2011 بتعريف إيران باعتبارها واحدة من أكبر التهديدات التي يواجهونها أكثر من أي وقت مضى (18%) على النقيض من عام 2010، فأغلبية (35%) هؤلاء الذين تم استطلاع رأيهم يعتقدون أنه إذا حصلت إيران على أسلحة دمار شامل، فهذا سيكون أمرًا سيؤثر بالسلب على منطقة الشرق الأوسط. ومن جهة أخرى، يظل الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد يحظى بشهرة نسبية ولا يزال أغلب العرب (64%) يشعرون أن إيران لديها الحق في تنفيذ برنامجها النووي ويجب ألا يتم الضغط عليها من قبل المجتمع الدولي لوقفه.

• على الرغم من أن فرنسا لا تزال تحظى بشهرة نسبية، فإنها عانت من انتكاسة كبرى في استطلاع الرأي العربي مقارنة بالسنوات القليلة الماضية. ففي الوقت الذي أعلن فيه 23% أنهم يفضلون فرنسا إذا لم يكن هناك سوى قوة عظمى واحدة في 2009، فقد انخفضت هذه النسبة لتصل إلى 10%. كما واكب هذا الأمر انخفاضًا في عدد الأشخاص الذين يريدون العيش في فرنسا (من 36% في 2009 إلى 28% في 2011). ويبدو أن هذا له علاقة بحقيقة أن العرب منشقين حول مسألة التدخل الدولي في ليبيا: فقد وصلت أغلبية العرب في البلدان الخمسة الذين شملهم استطلاع الرأي (46%) على سبيل المثال، وبالنظر إلى الماضي حيث كان يعتبر التدخل الدولي أمرًا خاطئًا على الرغم من وجود تفاوت من بلد لآخر.

• وبشكل عام، فإن العرب الذين شملهم استطلاع الرأي اتخذوا جانب المتمردين ضد الحكومة في اليمن (89%) وسوريا (86%) والبحرين (64%)، لكن هناك اختلافات إقليمية: فأغلب هؤلاء الذين تم استطلاع رأيهم في الإمارات العربية المتحدة يفضلون حكومة دولة البحرين. فيما انقسم اللبنانيون حول أمر سوريا وانقسم الأردنيون حول أمر البحرين والمصريون يدعمون المتمردين في البحرين بشكل أضعف من دعمهم للمتمردين في اليمن وسوريا.

• أغلب هؤلاء الذين تم استطلاع آرائهم (55%) متفائلون حول مستقبل العالم العربي في ضوء الربيع العربي، فيما بلغت نسبة المتشائمين منهم 16% فيما لم يشعر 23% من بينهم بأي تغيير. فالأغلبية يشعرون أن الربيع العربي يخص بشكل كبير “الأشخاص العاديين الذين يسعون للحصول على الكرامة والحرية وحياة أفضل،” بينما يعتقد 19% أنها تخص القوى الخارجية التي تحاول إثارة القلاقل في المنطقة ويشعر 16% أنها تخص الأحزاب المتعارضة أو الطوائف التي تسعى للسيطرة على الحكومات.

الولايات المتحدة

• على الرغم من أن أغلب العرب الذين شملهم الاستطلاع واصلوا التعبير عن وجهات نظر مناهضة للولايات المتحدة (59%)، فقد ازداد عدد أولئك الذين لديهم وجهات نظر مؤيدة للولايات المتحدة من 10% عام 2010 ليصلوا إلى 26% في عام 2011. ويمكن إنساب هذا التحسن إلى تصور التعامل الأمريكي مع الربيع العربي، حيث قام 24% من هؤلاء الذين شملهم الاستطلاع بتعريف الولايات المتحدة باعتبارها واحدة من البلدين الذين يعتقدون أنهما لعبا أدوار بناءة في الربيع العربي.

• فقد ظل أغلبية العرب الذين شملهم الاستطلاع (52%) مثبطين من قبل سياسة إدارة أوباما في الشرق الأوسط، على الرغم أنها انخفضت عن نسبة 65% في عام 2010 وارتفعت عن 15% فقط في عام 2009. فقد كون أغلبية هؤلاء الذين شملهم الاستطلاع (43%) آراء سلبية حول الرئيس أوباما فيما كون 34% آراء إيجابية. ويُشكل هذا تحسنًا بالنسبة لأوباما مقارنة بعام 2010 ولكنه يُشكل انخفاضًا إذا ما قورن بعام 2009.

• وعندما تم طرح سؤال حول الخطوتين اللتي يمكن للولايات المتحدة اتخاذها من أجل تحسين وجهات النظر بشأنها بشكل كبير، قال 55% اتفاق سلام بين فلسطين وإسرائيل فيما قال 42% وقف المساعدات التي يتم تقديمها لإسرائيل.

الانتخابات المصرية

علمًا بأن هذه الاستطلاعات تقيس الاتجاهات ولكن ليس من الضروري قيامها بقياس السلوك الانتخابي. هناك القليل من المعلومات حول هذه القضية من الناخبين المحتملين والأسبقية القليلة. فعلى المستوى المحلي، غالبًا ما يقوم المصريون بالتصويت على أساس الولاء لعائلة/عشيرة أو شخصية أو غيرها من العوامل التي تحدد الأيدلوجيات.

• يعتقد أغلبية المصريون (43%) أن الحكام العسكريين يعملون على إبطاء أو عكس مسار مكتسبات الثورة، فيما يعتقد 21% فقط منهم أنهم يعملون من أجل تعزيز هذه المكتسبات ويعتقد 14% منهم أن السلطات العسكرية تتعامل بلامبالاه.

• يقول ما يقرب من ثلث المصريين أنه من المحتمل أن يقوموا بالتصويت للحزب الإسلامي في الانتخابات البرلمانية.

• فمن بين المرشحين المحتملين للرئاسة، يحظى عمرو موسى بدعم 21% من هولاء الذين شملهم الاستطلاع يليه محمد البرادعي وأحمد شفيق.

القضية العربية الإسرائيلية

• يواصل أغلبية العرب الذين شملهم الاستطلاع (675) القول بأنهم مستعدون للسلام مع إسرائيل على أساس تنفيذ حل فصل الدولتين على حدود عام 1967. وفي نفس الوقت، تقول الأغلبية (53%) أن مثل هذا الحل لن يحدث أبدًا، فيما يعتقد الغالبية أيضًا (54%) أنه إذا لم يتم إدراج حل فصل الدولتين على طاولة المناقشات، فإن هذا سوف يؤدي إلى وجود حالة من الصراع المحتدم لسنوات قادمة.

• يعتقد 20% فقط من هؤلاء الذين شملهم الاستطلاع أن حل الصراع سوف يأتي عن طريق إجراء مفاوضات (هبوطًا من 40% في عام 2010)، فيما يعتقد 39% أنه سيأتي عن طريقه فرضه إما من قبل الأمم المتحدة أو الولايات المتحدة ويقول 20% منهم أنه سيأتي من خلال نشوب حرب أخرى.

• ينشق المصريون حول توقيع معاهدة سلام مع إسرائيل حيث يدعم 37% منهم إجراؤها، فيما يدعم 35% منهم إلغاؤها. وقد زاد عدد المؤيدين ليصلوا إلى 41% إذا وافقت إسرائيل على إقامة الدولة الفلسطينية.

وسائل الإعلام

• لا يزال يُعد تليفزيون الجزيرة هو المصدر رقم واحد في الأخبار الدولية بين هؤلاء الذين شملهم الاستطلاع حيث حصل على (53%) يليه العربية بنسبة (14%) وقناة إم بي سي بنسبة (12%).

• هناك زيادة ملحوظة في نسبة العرب الذين يعتبرون الإنترنت مصدرهم الرئيسي للحصول على الأخبار الدولية، حيث يقول 20% أن الإنترنت هو مصدرهم الأساسي للأخبار الدولية، ذلك على النقيض من نسبة 8% التي حصل عليها في عام 2009.

• وقد واصل استخدام الإنترنت التوسع بسرعة شديدة، حيث يقول ربع المستخدمين أنهم بدأوا في الدخول إلى عالم الإنترنت العام الماضي، فيما يقول أكثر من 40% من إجمالي المستخدمين أنهم بدءوا استخدام الإنترنت على مدى السنوات الثلاث الماضية. 

تحميل العرض الخاص بالدراسة (باللغة الإنجليزية)