February

27
2018

1:00 am AST - 2:30 am AST

إيران في 2018 وما بعدها: في ظلّ التحديات الداخلية والخارجية

Tuesday, February 27, 2018

1:00 am - 2:30 am AST

قاعة الوجبة

فندق إنتركونتيننتال الدوحة (بجانب كتارا)
الدوحة, DC

نظّم مركز بروكنجز الدوحة ندوةً في 26 فبراير 2018 لمناقشة التحديات الخارجية والداخلية التي تواجهها إيران. وضمّت الندوة هوشنك أمير أحمدي، أستاذ في كلية إدوارد ج. بلوستين للتخطيط والإدارة العامة ورئيس المجلس الإيراني الأمريكي بجامعة روتجرز، وشفيق الغبرا، أستاذ العلوم السياسيّة في جامعة الكويت، بالإضافة إلى سيد محمد كاظم سجاد پور، رئيس مركز التعليم والبحوث الدولية(IPIS). وأدار الندوة، التي حضرها لفيف من الشخصيات الدبلوماسية والأكاديمية والإعلامية في قطر، علي فتح الله نجاد، وهو زميل زائر في مركز بروكنجز الدوحة، وزميل مشارك في مشروع إيران التابع لكلية كنيدي بجامعة هارفارد، وزميل مشارك أيضاً في برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للمجلس الألماني للعلاقات الخارجيّة (DGAP).

وافتتح فتح الله نجاد المناقشة بالطلب من المشاركين أن يعلّقوا على التحديات الداخلية التي تواجهها إيران عقب الاحتجاجات الأخيرة ضد الحكومة، مشيراً إلى أنها قد انتشرت في الطبقة العاملة ضمن مدن صغيرة. وشدّد فتح الله نجاد أنّ المحتجّين رفعوا مطالب اجتماعية اقتصادية وسياسية.

بدأ السيد أمير أحمدي بالتعليق مذكّراً بالثورة الاسلامية الإيرانية في العام 1979، التي دعا من خلالها الشعب الإيراني إلى الحريّة السياسية، واستقلالية السياسة الخارجية وحكومة ايرانية خالية من الفساد. لكنه يرى أنّ إيران لم تحقّق، حتى بعد مرور 40 عاماّ، أي تقدّم اقتصادي أو أيّ عدالة اجتماعية.

وافترض أنّه منذ الثورة الإسلامية الإيرانية في العام 1979، ارتفع بالفعل معدّل الفقر المدقع، وبقيت الفجوة عينها بين الأغنياء والفقراء، أماّ دخل الفرد فقد تراجع، مما أدّى إلى انخفاض قدرة الشعب الشرائية.

وبالتالي، انتقد السياسة الاقتصادية التي يعتمدها الرئيس روحاني بسبب إخفاقها في إيجاد حلّ للتحديات الاقتصادية التي تواجه الإيرانيين. ففي السابق، كانت السياسة الاقتصادية الايرانية رائدة ومساوية لتلك المعتمدة في بلدان ككوريا الجنوبية وتركيا والهند والصين وتايوان، لكنها الآن متأخّرة عن كافة هذه الأمم وعن البلدان المجاورة، مثل الإمارات العربية المتحدة وقطر. وبرأيه، يؤدّي الفساد والرشوة والمحسوبية دوراً هاما بين النخبة السياسية التي تحكم البلد.

وتوقّع السيد أمير أحمدي أن تحصل احتجاجات من هذا القبيل في إيران، ويظنّ أنها قد أحدثت أمراً قوياً قد يرسم ملامح مستقبل البلاد. غير أنّه يزعم أنّ الثورات، التي ضمّت شباباً إيرانيين تتراوح أعمارهم بين 18 و25 سنةً، إضافةً إلى العاطلين عن العمل، لم تكن ضخمة بما فيه الكفاية لإحداث تغييرات سريعة.

وتكلّم السيد أمير أحمدي لاحقاً على عدم مشاركة أشخاص آتين من مدن كبيرة كطهران في الحراك نظراً لمستويات عيشهم الأعلى نسبة للمناطق الأصغر. علاوةً على ذلك، أشار إلى أنّ حتى هؤلاء الأشخاص سيخسرون بشكل ملحوظ في المستقبل القريب في حين أنّ الرئيس روحاني عاجز عن تحقيق تنمية اقتصادية حقيقية.

تملك إيران ثاني أكبر احتياطي غاز في العالم وشعباً متعلّماً ومثقّفاً، وبالتالي، بالنسبة إليه، تكمن المشكلة في الحوكمة. فعلّق على سياسة إيران الخارجية القائمة على التدخل، التي تمثّل مشاكل عدّة ترتبط بتحدّيات البلاد الداخلية، إذ يسيطر الأطراف السياسيون نفسهم على المجالين. وأوصى بأنّه ينبغي على إيران تعديل سلوكها الإقليمي لكي تبني علاقات أفضل مع الدول المجاورة ومع الغرب أيضاً.

وعلٌّق سيد سجاد پور على التحديات الخارجية التي تواجه إيران، إضافة إلى سياساتها وطموحاتها الإقليمية. وقال إنّ تحدي إيران الأساسي هو توضيح الاستراتيجية التي تعتمدها في سياستها الخارجية، التي وصفها أنها مبهمة، مما يجعلها غير مفهومة في معظم الأحيان. وتتصّف المناقشات حول ايران بلغة تحذيرية وتهديدية التي يعتقد سيد سجاد پور أنّها ليست خطرة فحسب، إنّما أيضاً غير دقيقة. ويعتقد أنّ سياسات البلاد تمثّل دورها كأمّة توفّر أمناً إقليمياًّ. وبرأيه، يشكلّ الاستقلال الأمني أحد أهمّ إنجازاتها الأساسية. ويقول إنّ إيران تحتفظ بسياسة خارجية تصالحية، كما تبيّن في ردّها الأخير على الأزمة الخليجية.

بشكل عامّ، يرى سجاد بور أنّه ينبغي على الناس مراجعة مفهومهم لسياسة إيران الخارجية وتحدّي السردية السائدة التي تصوّر إيران على أنّها تهديداً كبيراً. وأخيراً، ألقى الضوء على رفض إيران لمفهوم الهيمنة الاقليمية، معتبراً دورها في سوريا دوراً دفاعياً بالدرجة الأولى.

أمّا المتحدّث الأخير، شفيق الغبرا، فعلقّ على مشاريع إيران المتعلّقة بتوسيع نطاق تأثيرها في الشرق الأوسط، ومصير “المشروع العربي”، والمخاوف حول الأمن ورهاب إيران. فهو يرى أنّ إيران تضطلع بدور بارز في المنطقة وهي قلقة بشأن علاقاتها مع الغرب، خاصّةً مع الولايات المتّحدة. وأضاف أنّ الصهيونية تشكّل قلقاً مشتركاً بين إيران والبلدان المجاورة لها. لكن بالنسبة للغبرا، لقد بالغت سياسة إيران الخارجية في تطبيق المقاربة الطائفيّة، والتي أسفر عنها خسارة الدعم الاقليمي. ويعتقد أنّ إيران، مع مراعاة دورها في العراق، تهمّش السُنة وتحاول “فرسنة” جنوب العراق، ما أدّى إلى خلق تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش). واستنتج أنّ على إيران اعتماد سياسة أكثر حكمة في مناطق محدّدة كالعراق وسوريا لتجنّب أي تهميش إضافي.

وعلى الرغم من أنّ إيران علمت بالثورات السلمية في سوريا ووحشيّة نظام الأسد، قرّرت أن تدعم حليفها بدلاً من الدخول في حوارٍ مع المعارضة السورية. وفي النهاية، اقترح الغبرا أن تحلّ إيران النزاعات عبر الدخول في حوار مع جيرانها، وبالرغم من وجود أصوات مختلفة في العالم العربي، عليها الاستماع إليها بدلاً من قمعها. وبالنسبة إليه، يقضي واجب العالم العربي بخلق جوٍّ من الحوار مع إيران وببناء شراكة أقوى.