تُساهم الشراكات القوية بين الأسرة والمدرسة والمجتمع في ضمان أن تكون الثقة المتبادلة هي الأساس الذي تقوم عليه المدارس، وأن جميع الأطراف الفاعلة يمكنها العمل معاً نحو رؤية مشتركة للتعليم في مجتمعاتهم. تُعد هذه الرؤية المشتركة للتعليم أمراً بالغ الأهمية لتحول أنظمة التعليم.
يُعدّ هذا التقرير ثمرة مشاركة مئات الطلاب والأسر والمعلمين والباحثين الذين كرّسوا وقتهم وطاقتهم للتقصّي حول الدور الجوهريّ الذي تؤديه الأسر والمجتمعات في ضمان ازدهار الطلاب والمدارس. قاد مركز التعليم الشامل في بروكينغز، جنبًا إلى جنب مع مجموعة متنوعة من المُتعاونين عبر 16 دولة، هذا البحث الذي يقوده المجتمع من أجل تعزيز الأدلة العالمية حول شراكة الأسرة والمدرسة والمجتمع، بهدف دعم تعاونٍ وشراكاتٍ أكبر لضمان حصول الطلاب على تعليمٍ منصفٍ وشاملٍ وعالي الجودة وملائمٍ لاحتياجاتهم.
اجتمع آلاف الآباء والمعلمين والطُلاب من 16 دولة لِاستكشاف الدور المحوري للأُسر والمُجتمعات في التعليم.
استخدام نهج قائم على المجتمع لتعميق المحادثات والشراكات مع الأسر
يستخدم هذا البحث منهجية أدوات Conversation Starter Tools، وهي نهج تشاركي مُصمّم ليتم استخدامه من قبل المدارس والمنظمات المجتمعية لفهم المعتقدات حول التعليم، لتحديد أنواع شراكة الأسرة والمدرسة والمجتمع، بالإضافة إلى العوائق، وقياس الثقة المتبادلة بين الأسر والمعلمين والطلاب. يُدمج نهج أدوات Conversation Starter Tools البيانات والحوارات والتوجهات حول كيفية دعم شراكات أقوى بين الأسر والمدارس والمجتمعات. في هذا البحث، جمعت فرق أدوات Conversation Starter Tools وجهات نظر من 9,473 أسرة و2,726 معلمًا و9,963 طالبًا في 235 مدرسة من خلال استطلاعات استكشافية ومحادثات (مناقشات مجموعات التركيز). وقد أتاحت هذه البيانات والحوارات فرصًا لوضع استراتيجيات وتوجهات جديدة لدعم شراكة أكبر للأسرة والمدرسة والمجتمع. وقد انبثقت هذه الدروس الستة العالمية من هذه البيانات والحوارات عبر سياقات المدارس والمناطق والبلدان في ست قارات.
الدروس العالمية الستة
على الرغم من وجود نتائج فريدة في كل مدرسة ومنطقة وبلد مدرج في هذا البحث، إلا أن هناك ستة دروس مُهمة تبرز في جميع المناطق الجغرافية ومختلف السياقات. هذه الدروس الستة العالمية هي:
- ابدأ بالمعتقدات
- اجعل من العائلات شركاء لك
- اكسر الحواجز بصورة جمعية
- ابنِ بالسرعة التي بنيت بها الثقة
- اجعل مشاركة الأسرة والمدرسة والمجتمع أمرًا ضروريًا
- اخلال ديناميكيات القوة من خلال البحث المدفوع باعتبارات المجتمع المحلي
يستعرض هذا التقرير بالتفصيل كل درس عالمي ونقاطه الرئيسية المُصاحبة. كما يتضمن دراسات حالة تستكشف كيفية استخدام فرق البلدان والمجتمع المدني لعملية أدوات Conversation Starter Tools لتعزيز عملهم في مجال مشاركة الأسرة والمدرسة والمجتمع.
بناء شراكات أقوى
على الرغم من الاختلافات والفروق الدقيقة الملحوظة بين ممارسات وسياسات شراكة الأسرة والمدرسة والمجتمع عبر المدارس والمناطق والبلدان، إلا أن هناك رابطة واضحة للغاية ظهرت أثناء البحث وكتابة الدروس العالمية الستة. برزت الحاجة إلى شراكات أقوى بين الأسرة والمدرسة والمجتمع كنداءٍ عاجل للعمل، متسقًا وعالميًا بين جميع الفرق المدرسية والدول المُشاركة في هذه الدراسة. ورغم تنوّع آراء الآباء والمُدرسين والطُلاب حول التعليم، إلا أن الإجماع كان واضحًا: جميعهم يؤمنون بِأهمية توسيع المشاركة لدعم الطُلاب وَيَطمحون إلى مُضاعفة جهود الشراكة والتعاون لا تقليصها.
ويُشكّل فهم هذه المُعتقدات ووضع خريطة لها أساساً لِبناء رؤية مُشتركة حول ماهية شراكة الأسرة والمدرسة والمجتمع في المدارس، ولتعزيز الثقة المتبادلة بين الجهات المُختلفة لتطبيق هذه الرؤى على أرض الواقع. وتُعد عملية جمع البيانات حول المُعتقدات والثقة المتبادلة، وإجراء حوارات حول تلك البيانات، وبلورة استراتيجيات وتوجهات جديدة، بمثابة حجر الأساس في تحويل النُظم التعليمية وضمان وضع الأسرة والمعلمين والطُلاب في صميم هذه العملية.