نُشر إصدار سابق من أدوات بدء المحادثات في عام 2021 ضمن كتاب “التعاون لتحويل وتحسين النظم التعليمية: دليل عملي لبيئة الأسرة والمدرسة“. ومنذ ذلك الحين، تطور النموذج الأوّلي للأدوات وتوسع من خلال البحث والاختبار في 16 دولة حتى وصل إلى هذا الإصدار في عام 2024.
دأب مركز التعليم الشامل (CUE) على مدى السنوات الأخيرة على إبراز أهمية الشراكة بين الأسرة والمدرسة والمجتمع كعنصر جوهري في إحداث تحوّل جذري في المنظومة التعليمية. فالأسر والمجتمعات المحلية تمثل القوة الدافعة الرئيسية وراء المطالبة بالتغيير وتبنيه، كما أنها حليف لا غنى عنه للمدارس في دعم الطلاب وتهيئة بيئة تعليمية مزدهرة. ومع ذلك، لا تزال مشاركة الأسرة والمدرسة والمجتمع في العديد من المدارس حول العالم أسهل في القول منها في التطبيق.
غالبًا ما تفتقر المدارس إلى البيانات والحوار والتوجيهات الكافية لتنفيذ ممارسات وسياسات شاملة وعادلة ومستجيبة لمشاركة الأسرة والمدرسة والمجتمع. وللمساعدة في سد هذه الفجوة بين النظرية والتطبيق، طوّر مركز التعليم الشامل “أدوات بدء المحادثات: الدليل البحثي التشاركي لبناء شراكات أقوى في الأسرة والمدرسة والمجتمع“.
ما هي أدوات بدء المحادثات؟
أدوات بدء المحادثات هي مجموعة من سبع أدوات، تشمل الاستبيانات وأدلة المحادثة (مناقشات جماعية مركزة) وبروتوكولات أخرى يمكن للمدارس والمناطق التعليمية و/أو المنظمات المجتمعية استخدامها لإجراء بحوث تشاركية ومجتمعية داخل مدارسهم. توفر أدوات بدء المحادثات للمدارس والفرق المجتمعية منهجية لمعاينة موقف مشاركة الأسرة والمدرسة والمجتمع في سياقها، والعملية التي من خلالها يمكنها تطوير ثقة أكبر في العلاقات وصياغة رؤية مشتركة لكيفية بناء شراكات أقوى. من خلال الاستبيانات والمحادثات الهادفة المبنية على البيانات، توجه عملية أدوات بدء المحادثات فرق المدارس والفرق المجتمعية في تحديد معتقدات المعلمين وأولياء الأمور والطلاب حول التعليم، والثقة المتبادلة، وأنواع مشاركة الأسرة والعوائق التي تحول دونها في مجتمعاتهم المدرسية. لا يهدف هذا البحث التشاركي إلى إصدار أحكام على المدارس أو تقييمها، بل إلى رسم خريطة للمعتقدات ووجهات النظر المختلفة، بهدف مساعدة المدارس على بناء ثقةٍ متبادلةٍ مع الأُسر والطلاب، ولابتكار استراتيجياتٍ فعّالةٍ ملائمةٍ لسياقها لبناء شراكاتٍ أقوى.
من يونيو 2022 حتى ديسمبر 2023، قام مركز التعليم الشامل مع مجموعة متنوعة من فرق المدارس والمجتمعات حول العالم بتطوير وتجريب نهج أدوات بدء المحادثات في البلدان التالية: أستراليا، بنغلاديش، البرازيل، كولومبيا، غانا، الهند (ماهاراشترا وتريبورا)، المجر، كازاخستان، كينيا، هولندا، سيراليون، جنوب أفريقيا، تنزانيا (زنجبار)، أوغندا، المملكة المتحدة (إنجلترا)، الولايات المتحدة (كاليفورنيا).*
كيف تُستخدم أدوات بدء المحادثات؟
كما هو موضح في الرسم البياني أدناه، تُرشد عملية أدوات بدء المحادثات فرق المدارس والمجتمعات من خلال أربع خطوات رئيسية:

- وضع السياق. التفكر في سبب إجراء الفِرَق لهذا البحث الذي يقوده المجتمع (الأهداف)، والتصميم الذي ستستخدمه (تصميم البحث)، ومن سيشارك (العينة والخصائص الديموغرافية)، واعتبارات التخطيط (الأمور اللوجستية).
- الاستبيان والتحليل. إجراء الاستبيانات للأسر والمعلمين والطلاب (الذين تزيد أعمارهم على 14 عامًا) إما شخصيًا أو عن بُعد. تحليل البيانات وتصورها بصيغ سهلة الفهم لاستخدام المدارس.
- مشاركة البيانات ومناقشتها. تنظيم محادثات هادفة بين الأسر والمعلمين والطلاب لمشاركة النتائج والتفكر فيها ومناقشتها. استخدام المحادثات لبناء الثقة العلائقية.
- وضع الاستراتيجيات. استنادًا إلى بيانات المحادثة والاستبيان، تحديد استراتيجيات ذات صلة بالسياق والتي تبني شراكات أقوى بين الأسرة والمدرسة والمجتمع.
نهج تشاركي يقوده المجتمع لبناء الأدلة والممارسات
تستخدم أدوات بدء المحادثات منهجيات مختلطة ونهجًا تشاركيًا لتحرّي المعتقدات والتجارب ومستوى الثقة في المدارس، إلى جانب ممارسات وعوائق مشاركة الأسرة والمدرسة والمجتمع. يُعد هذا النهج نهجاً يقوده المجتمع، حيث يرشد فِرَق المدارس خلال عملية جمع البيانات مع الأسر والمعلمين والطلاب، باستخدام البيانات كنقطة انطلاق للحوارات، وفي نهاية الأمر استحداث استراتيجيات واتجاهات جديدة لدعم مشاركة أكبر للأسرة والمدرسة والمجتمع. ومن خلال التمركز حول المدارس والمجتمعات كعناصر بحث، يقود المعلمون وأفراد المجتمع تصميم البحث وتنفيذه وتحليل نتائجه في مجتمعاتهم، ويحددون كيفية استخدام البيانات لبناء بحوث أفضل حول مشاركة الأسرة والمدرسة والمجتمع.
استكشف أدوات بدء المحادثات على هذا الرابط وأخبرنا كيف تستخدم هذه الأدوات في عملك [email protected]
*سترد تفاصيل نتائج هذه الدراسة البحثية التعاونية في تقرير لاحق بعنوان خمسة دروس عالمية حول كيف يمكن لمشاركة الأسرة والمدرسة والمجتمع تحويلاً التعليم.