June

27
2011

4:00 pm EDT - 5:30 pm EDT

انتفاضة سوريا: ما هي الخطوة التالية؟

Monday, June 27, 2011

4:00 pm - 5:30 pm EDT


يوم 27 حزيران/يونيو 2011، استضاف مركز بروكنجز الدوحة نقاشاً سياسياً لمناقشة آفاق التغيير في سوريا وتحليل مختلف التحديات التي تواجهها كلا من المعارضة والنظام. كان المشاركون هم عبيدة نحاس، مدير معهد المشرق العربي في لندن والمتحدث باسم ائتلاف شاب الثورة السورية الحر، وياسر طبارة، وهو محام وناشط سوري أمريكي، ومصطفى كيالي، عضو في حركة إعلان دمشق. وقد أدار هذا الحدث سلمان شيخ، مدير مركز بروكنجز الدوحة وحضره أعضاء الأوساط الدبلوماسية والأكاديمية والإعلامية في قطر.

بدأ عبيدة نحاس المناقشة مع تحليل لطريقة تعامل الرئيس بشار الأسد مع الانتفاضة حتى الآن. وبرهن أن السرعة التي ادعى بها الأسد “سقوط” الشرعية كانت جديرة بالملاحظة، نظراً إلى أنه قبل عدة أشهر فقط كان قد اعتبر نفسه حصناً “للاستقرار”، محاولاً إقناع وسائل الإعلام الأجنبية انه “في الطليعة” إذا ما تعلق الأمر بالإصلاح. ذكر النحاس أن المسار المزدوج لاستجابة النظام – الذي يعد بالإصلاح بينما يتورط في حملة وحشية ضد المتظاهرين الذين لم يكونوا “ضد بشار، ولكن مؤيدون للحرية والكرامة” – لا تمثل شيئاً أكثر من “فرصة ضائعة”. وفيما يتعلق بعدم كفاية جهود النظام في الإصلاح، صرح نحاس أنه تم الوعد بالكثير لكن لم يتم تنفيذ أي من الوعود على أرض الواقع. وذهب إلى القول أن الأسد نفسه كان “أفضل منظم” للاحتجاجات نظراً لسجله الحافل بالخطابات التي لم تؤد إلا إلى إحباط المتظاهرين وإعادتهم إلى الشوارع.

في إشارة إلى الاستجابة الدولية، أكد نحاس على أنه من الآن بعد أن أصبحت عدم شرعية النظام “واضحة للشعب السوري”، فالأمر متروك للمجتمع الدولي “للصعود على متن الطائرة.” وقال إن الأطراف الدولية الفاعلة لديها دور هام تضطلع به في إفهام النظام “أنه لم يعد قادراً على لعب نفس الأوراق – ولابد أن يعلم أن القواعد قد تغيرت الآن”.

قارن مصطفى كيالي الانتفاضات السورية مع تلك التي نجحت في الإطاحة بالنظم في تونس ومصر. وحدد عدداً من العوامل التي أثرت في وتيرة التغيير في كل حالة، بما في ذلك ديموغرافية البلدان والتكوين العرقي، ونضج حركات المعارضة، ودور التأثيرات الإقليمية، وسرعة الاستجابة الدولية. قال كيالي أن النظام قد عانى طويلاً من لاشرعية متأصلة “ناشئة عن قاعدته الضيقة واعتماده على الأيديولوجية والاستغلال الإقليمي.” وقارن تطور إستراتيجية النظام من أجل البقاء على مدى السنوات الـ 60 الماضية مع تلك الخاصة بإسرائيل، قائلاً أن كلا الدولتين “عندما تم تهديد وجودهما” سعيا إلى بناء تحالفات في الخارج — وفي حالة سوريا، كانت التحالفات الأهم مع تركيا وإيران. وقال إنه من المهم بصفة خاصة إذاً قراءة ردود فعل الأزمة في أنقرة وطهران، وكذلك في تل أبيب.

بالانتقال للحديث عن التحديات التي تواجه المعارضة، اقترح كيالي أنه نظراً لطبيعة المعارضة المفككة، قد تكون هناك حاجة لتشكيل “هيئة وطنية للانتقال” يمكنها التركيز ليس فقط على “سقوط النظام، بل أيضاً على إنشاء دولة حديثة”. وضع كيالي عدداً من المجالات التي ينبغي على مثل هذا البرنامج أن يركز عليها، منها: إعادة تعريف الهوية السورية التي “تشمل الجميع”؛ ووضع سياسة خارجية تركز على مصالح وطنية حقيقية وليس بقاء النظام؛ وتمثيل شعبي صحيح في الجيش وقوات الأمن؛ ووضع “برامج سياسية واجتماعية وثقافية كاملة” تستجيب استجابة حقيقية لمطالب الناس.

بدأ ياسر طبارة كلمته بالتشديد على أنه بالرغم من الحفاظ الطويل على موقف مستقل في السياسة السورية فإن استجابة النظام للأزمة الحالية – والتي وصفها بأنها “عرضاً لا يصدق من الأعمال الوحشية” – قد جعله الآن موقفاً لا يمكن الدفاع عنه. أصر طبارة أن “الإجرام وعدم شرعية النظام لم يعدا موضع خلاف”، لكن البديل لهما لا تزال غير واضح. لكن على الرغم من أهمية وضع برنامج للمستقبل، كانت اجتماعات المعارضة الحالية، سواء في داخل سوريا أو خارجها، بالضرورة تركز على تعزيز الحركة التي لازالت متفاوتة ومجزأة. تحدث طبارة عن الثورة كمحاولة “منهجية أو لوجستية”، أكثر من كونها أيديولوجية. على هذا النحو فإن أهم الجهود في الوقت الراهن تتكون من إنشاء الشبكات، وتحديد الأولويات، وتقسيم المهام بين جماعات المعارضة المختلفة.

بشأن مسألة إشراك المجتمع الدولي لزيادة عزلة نظام الأسد، تحدث طبارة عن نهج “ثنائي المحور” يركز على ضمان الإحالة إلى المحكمة الجنائية الدولية (ICC). من ناحية، ينطوي هذا على الضغط على المحكمة الجنائية الدولية لبدء “تحليلاً تمهيدياً” للقضية المرفوعة ضد مرتكبي أعمال القمع (كما حدث في ليبيا). ومن ناحية أخرى، هناك حاجة إلى التواصل مع أعضاء مجلس الأمن الدولي من أجل الحصول على قرار إحالة القضية إلى المحكمة الجنائية الدولية، مع التأكيد أيضاً على أنه لا يوجد مطلب على الإطلاق للتدخل العسكري الأجنبي. وقال طبارة أن الضغط الدولي المتزايد سيكون أساسياً في تشجيع مزيد من الانشقاق عن النظام.

بعد تقديم العروض من جميع المتحدثين، تم فتح باب الأسئلة. سئل مدير الحوار سلمان شيخ سؤالاً عمن يمكنه أن يقود الحوار بشأن الإصلاح بنجاح، وعما إذا كان ينبغي إشراك النظام الحالي. رد عبيدة نحاس أن النظام نفسه لم يمثل أي قيادة حقيقية. وأشار إلى أن الأسد كان غير قادر على رفض المطالب المتشددة من جنرالاته، وكان هذا سبباً في تقويض دوره في أي حوار. في الوقت نفسه، كان هناك صراع على تحديد القادة في صفوف المعارضة على أرض الواقع في سوريا، على الرغم من أنه كان واضحاً أنها كانت “متقدمة” عن المعارضة في المنفى، وسوف تقدم في نهاية المطاف قادة وطنيين جدد للبلاد. أضاف طبارة أنه كان من الصعب على هؤلاء الزعماء المحتملين الخروج إلى الأضواء، نظراً للإجراءات الصارمة المستمرة.

رداً على سؤال حول احتمالات نجاح الحركة في مواجهة الثورة المضادة المستمرة ذات الطابع الإقليمي، أجاب جميع المشاركين أنها لا تزال تدعو للتفاؤل. قال النحاس أن السوريين كانوا “يدفعون ثمن أخطاء الثورات الأخرى”. ودافع عن ضرورة مقاومة الاندفاع المصري إلى “الانتقام” من أعضاء النظام السابق، وقال إن الانتقام من أعضاء حزب البعث الذي يبلغ عددهم 2 مليون عضو لن يؤدي إلا إلى “إشعال الثورة المضادة”. وأكد هنا أن هدف الثورة هو “تفكيك النظام وليس الدولة، كما حدث في العراق”.

سألت إحدى الحضور عن أحد اجتماعات المعارضة في دمشق، والذي كان قد سمح به النظام. وقالت أنه على الرغم من الانتقادات التي وجهت للاجتماع لأنه يمنح النظام قشرة من الشرعية، إلا أنه أتاح فرصة مهمة للمعارضة للالتقاء وعرض قضيتها. وبينما اتفق المشاركون جميعاً على أن الاجتماع كان مفيداً في توفير فرصة للحوار، أصر كل من نحاس وكيالي أن النظام استخدمه كأداة يقوم من خلالها “بتهميش وتشويه سمعة المعارضة في المنفى”. وأضاف نحاس أنه قبل إجراء أي حوار مع النظام كان لا بد من وضع حد نهائي للحملة الصارمة.


نص الحوار

نحاس: شكراً لك يا سلمان وشكراً لكم جميعاً على حضوركم هذا المساء.

أعتقد أنه من المثير للاهتمام أن نرى كيف أن شرعية النظام السوري قد سقطت بسرعة منذ خروج الناس إلى الشوارع. ظل الناس يتجادلون لمدة 10 سنوات حول مدى شرعية النظام السوري. ولعب النظام دائماً بورقة الاستقرار. وأدعى دائماً أننا نمتلك بلد مستقر، وأنها واحدة من أكثر الدول استقراراً في المنطقة. حتى عندما بدأ الربيع العربي، ظهر الرئيس الأسد في وسائل الإعلام – في وسائل الإعلام الأمريكية – ليقول أننا في مقدمة الجميع.

لقد اتخذنا الكثير من الخطوات، ونحن نفهم كم أن الوضع حساس في العالم العربي. كما قال أنه يجب أن تكونوا في طليعة اللعبة إذا رغبتم في الاستمرار. الآن، يبدو انه لم يكن كذلك. لقد افتقر إلى فهم كم أمسى المجتمع السوري محبطاً. لا يخرج السوريون اليوم للاحتجاج على حكم بشار الأسد. أنهم يخرجون من أجل الحرية والكرامة. كان لدى بشار الفرصة ليكون جزءاً من التغيير السياسي. لكنه لمدة ثلاثة أشهر أضاع فرصة تلو الأخرى.

اليوم، نحتفل بالذكرى الحادية والثلاثون للمجزرة التي وقعت في سجن تدمر في عام 1980 التي أودت بحياة أكثر من 1000 من السياسيين المدنيين الأبرياء. تم سجن هؤلاء الناس آنذاك لأنهم لم يحملوا السلاح ضد النظام. دعوني أكون واضحاً حول هذا الموضوع. نحن جميعاً نعرف ما حدث آنذاك في سوريا في أواخر السبعينات والثمانينات من القرن الماضي. ربما معظمنا على الأقل يعرف هذا. ذهب بعض الناس في نضال طويل مع النظام آنذاك. لكن الناس الذين كانوا في السجن في 27 حزيران/ يونيو من عام 1980 هم المتظاهرون السلميين، والمعارضون السلميين للنظام الذين استسلموا إلى السلطات، وذهبوا إلى السجن لأن الشعب الذي حمل السلاح آنذاك كان يقاتل في الشوارع. 

انظر النص الكامل >> (باللغة الإنجليزية)