Research

نحو منتدى للبحر الأحمر: الخليج العربي والقرن الأفريقي وهيكلة نظام إقليمي جديد

Saudi Arabia's Crown Prince Mohammed bin Salman stands next to Egyptian President Abdel Fattah al-Sisi at the Presidential Palace in Cairo, Egypt November 27, 2018. Bandar Algaloud/Courtesy of Saudi Royal Court/Handout via REUTERS  ATTENTION EDITORS - THIS PICTURE WAS PROVIDED BY A THIRD PARTY? - RC171E79B100

غدا البحر الأحمر بشكل متسارع حلبةً للتنافس الجيوسياسي، إذ أنّ انخراطاً غير معهود بين الدول الخليجية والقرن الأفريقي يعيد تأطير السياسة والاقتصاد والأمن على ضفّتَي أحد المعابر المائية الأكثر ازدحاماً في العالم.وقد تقاطر الأصدقاء والأعداء في هذا الجوار الذي يزداد ازدحاماً مع اكتساب البحر الأحمر وجواره أهمّية استراتيجية أكبر. وتكثر الفرصُ والمخاطر، وكما هو حال أيّ حدود ناشئة، ما زالت قواعد اللعبة غير مكتوبة.

وتزيد فورة النشاطات الجديدة احتمالات التعاون السياسي والتكامل الاقتصادي في ساحة البحر الأحمر الناشئة. لكن مع تنافس الأخصام الإقليميين لكسب النفوذ وقدرة الوصول، ساد طابع التبارز حتّى اليوم. فما من مهيمن واضح والمنافسة بين الطامحين تتّصف بإلقاء النفوذ على مساحات أوسع من البّر والبحر. وللدول التي تقع ضمن المنطقة وخارجها حرّية الملاحة هي على المحكّ، فضلاً عن حماية التجارة البحرية والسيطرة على معبر استراتيجي مهم عند مدخل البحر الأحمر الجنوبي، أي باب المندب. وتؤثّر الجغرافيا الاقتصادية أيضاً في هذه الديناميات الجديدة، شأنها شأن الأيديولوجيا والتحوّلات السياسية وتطوير الطاقة والبنى التحتية. وأثّرت الحرب في اليمن أيضاً في الحسابات الاستراتيجية فضلاً عن المواجهة بين إيران وخصومها في الممرات البحرية المحاذية. ومن منظور أوسع، تشكّل نقطة الوصل بين البحر الأحمر وخليج عدن أيضاً الجانبَ الغربي من مسرح ناشئ من المنافسة بين القوى العالمية، ألا وهو المحيط الهندي.

وتشكّل الدول الساحلية المطلّة على البحر الأحمر النقطة الثابتة في الحوار، مع أنّ دولاً مجاورة مهمّة بدأت تنخرط في الموضوع أيضاً. وقد أعربت أوروبا عن اهتمامها بدعم منتدى كهذا، فيما رسّخت الصين حضوراً اقتصادياً وعسكرياً لها عند مدخل البحر الأحمر. في غضون ذلك، يرى بعضهم أنّ الولايات المتحدة غائبة أكثر فأكثر عن المنطقة وأنّ مظلّتها الأمنية الإقليمية القائمة منذ عقود لم تعد مضمونة. وفتحت التصوّرات بالانسحاب الأمريكي مساحة جديدة لكن غير مستقرّة تعطي القوّة لبعض الجهات الفاعلة الإقليمية وتُربك بعضها الآخر.

تعطي هذه الورقة لمحة عن سياق البحر الأحمر المتغيّر ثمّ تطرح الأسباب المبرِّرة لقيام إطار عمل للحوكمة عبر الإقليمية. وتسلّط الضوء على مختلف المبادرات المطروحة حتّى اليوم، بما في ذلك التحديات التي تواجهها ومخاطر استغلالها. وتقدّم الورقة أيضاً عناصر تصميمية ليأخذها مهندسو المنتدى بعين الاعتبار وتحدّد منتديات أخرى متعدّدة الأطراف قد تشكّل نماذج يُحتذى بها. أخيراً، تطرح وجهات نظر من الدول الساحلية والدول المجاورة لها والمجموعة الأوسع من الجهات الفاعلة العالمية المهتمّة بالأمر.

 

 

Author