أصبح الأردن، في السنوات الأخيرة، يواجه عدداً متزايداً من التحديات الأمنية بعد أن اعتُبِر لفترة طويلة “واحة من الاستقرار”. إذ تحوّل كل من سوريا والعراق إلى دولةٍ هشّة أو مفككة، فأغرقتا الأردن باللاجئين وأصبحتا بؤراً للتطرف. وقد ذهب الآلاف من الأردنيين للقتال في تلك البلدان، كما ضربت موجة من الهجمات الإرهابية المملكة نفسها. ونتيجة لذلك، تغيّر موقف النظام تجاه الإسلاميين في الأردن بمختلف أنواعهم.
تقييم تطوّر مقاربة الأردن في التعامل مع الإسلاموية
في ورقة تحليلية جديدة يصدرها مركز بروكنجز الدوحة، تستعرض بيفرلي-ميلتون إدواردز كيفية تصدّي الأردن للتهديد المتزايد الذي تطرحه الحركات الجهادية السلفية. وتقول إنّ الدولة تصوّر، بشكل متزايد، جميع الإسلاميين في الأردن على أنهم يشكّلون تهديد واحد وجوهري، وبالتالي استخدمت تكتيكات أمنية مشدّدة. وتؤكد ميلتون-إدواردز أنّ هذه الاستراتيجية خاطئة، وتوصي بأنه على الأردن وحلفائه تعزيز قدرة المملكة على الصمود من خلال وضع مقاربة أمنية تستفيد من النسيج الاجتماعي القوي والشامل في الأردن، بدلاً من تقويضه.