Commentary

Op-ed

الابتزاز و”الضرائب” التي تفرضها داعش مربحة ويصعب سحقها

Iraqi flag.

لقد كتب الكثير عن الموارد النفطية التي يُفترض أن تكون مصدر إيرادات الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) الرئيسي، رغم أنّ بعض التقارير تشير إلى أنّ مبلغاً يقدّر بـ 1,5 مليون دولار أمريكي من إيرادات النفط اليومية قد يكون مبالغاً فيه إلى حد كبير.

إلا أنّ ما يتم تجاهله كثيراً هو قدرة داعش الأقل بروزاً وربما المتفوقة على جمع الأموال من خلال نظام “الضرائب” المعقّد والذي يخضع لرقابة مشددة ضمن نطاق ما تسمّيه بـ”الخلافة”.

ووفقاً لما قاله لي أشخاصٌ كانوا يعيشون على أراضٍ خاضعة لنفوذ داعش أو لديهم أقارب هناك، فإنّ من خلال نظام الضرائب هذا – أو الأصح أن يقال الابتزاز – قد تكسب داعش حوالي 600 مليون دولار سنوياً عن طريق فرض 50 بالمئة ضريبة على الموظفين الذين تدفع الحكومة رواتبهم، و3 إلى 5 بالمئة ضريبة على جميع الشركات المحلية و10 إلى 15 بالمئة على جميع الشاحنات التجارية التي تمر عبر أراضيها. كما ويتم استخدام الإيرادات والقيمة الإجمالية لأصول الأسر مجتمعة لحساب معدل منتظم من الضريبة المدفوعة لداعش يوم الجمعة من كل أسبوع. ثم تُستكمل هذه الإيرادات الكبيرة عن طريق شبكة معقدة من عمليات ابتزاز قسرية في المناطق الخاضعة لنفوذ داعش.

منذ الاحتلال الذي قادته الولايات المتحدة للعراق، عملت داعش وسابقاتها على تطوير مصادر موثوقة ودائمة من التمويل الداخلي والمحافظة عليها كي لا تعتمد وجودياً على الهبات الخارجية من ممولين في الخارج، كما فعل تنظيم القاعدة في السابق. فمن خلال هذا الاستقلال المالي، استطاعت داعش أن تخلق لنفسها غطاءً تأمينياً مهماً في وجه التدابير المالية التقليدية لمكافحة الإرهاب، مما يجعل تقويض نفوذها المالي أكثر صعوبة.

صحيحٌ أنّ مكافحة بيع داعش للنفط يطرح بعض التحديات، خاصة في ما يتعلق بالدور البارز للمدنيين في استخراج النفط وتوزيعه، إلا أنه يمثل هدفاً واضحاً. بيد أنّ معالجة الابتزاز الذي تعتمده داعش لا يمكن أن تتم بطريقة صحيحة إلا من خلال الاستيلاء الكلي على الأراضي الخاضعة تحت نفوذها، ولكن ما من استراتيجية عراقية أو سورية أو دولية قائمة تنذر ببشائر خير في هذا الصدد.

بالتالي، من أجل تحقيق هذا الهدف عملياً، يجب على التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد داعش أن يعترف بسرعة عاجلة بقدرة المعارضة السورية التقليدية على هزيمة داعش على أرض المعركة والتي أثبتتها مسبقاً وأن يتخذ الخطوات المناسبة. وعلى ما يبدو أنّه أصبح من المنسي أنّ هذه القوات قد ألحقت الهزيمة بداعش في سوريا وذلك في أربع محافظات ونصف خلال ستة أسابيع في أوائل العام 2014. في حين أنّ حلفاءنا المفضلين، الأكراد، لم يستعيدوا إلا نصف محافظة خلال سنة واحدة.