Research

باقية وتتمدد: مواجهة شبكات الدعاية الخاصة بداعش

"Here to stay and growing: Combating ISIS propaganda networks" by Alberto Fernandezجنّدت المجموعات الجهادية في سوريا منذ بداية عام 2015 أكثر من 20 ألف مقاتل خدمةً لقضيتها، وكانت أغلبية هؤلاء المقاتلين قد انضمت إلى صفوف الدولة الإسلامية (المعروفة أيضاً باسم داعش) لسبب رئيسي في نجاح عمليات التجنيد ألا وهو مهارة أعضائها باستخدام الدعاية ووسائل التواصل االجتماعي، مما أتاح لها توسيع نطاقها من نزاعٍ يقتصر على فئة معينة في سوريا والعراق إلى عنصر جذب عالمي.

بدت الجهود الرامية إلى التأثير على دعاية داعش مترددة وغير فعالة، رغم الجهود الكبيرة التي بذلتها بعض الدول على غرار المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة والمملكة المتحدة وحتى تنظيم القاعدة. وقوّض حجم بصمة داعش الكبير من الجهود الرامية إلى مواجهة رسائل داعش، كتلك التي يترأسها مركز الاتصالات الاستراتيجية لمكافحة الإرهاب. في الحقيقة، لم يعادل أي جهد حتى الآن الطبيعة الخاصة بالدولة الإسلامية ونطاقها أو محتواها المشحون. ومن أجل مواجهة دعاية الدولة الإسلامية، يتعين على الحكومات التركيز على محتوى الرسائل المضادة بدلاً من التركيز على نشرها. فما المانع إن نشر المواطنون محتوى يرون فيه مادة فعالة؟

وفي حال أرادت الحكومات أن تسهل نشر الرسائل المضادة، فإنه يتعين عليها أن تتعاون مع المواطنين من خلال تمكينهم من العثور على محتوى مماثل. أما فيما يتعلق بشركات التواصل الاجتماعي، فإنه يتعين عليها العمل على دعم شروط خدماتها من أجل منع الدولة الإسلامية ( داعش ) وكذلك من يدعمها من نشر الدعاية بسهولة.

تقنيات الرسائل المضادة المحسنة وحدها لن تحقق نجاحاً بعيداً. تحتاج الحكومات إلى تطوير سياسات من شأنها أن تغيّر الظروف التي تجعل الدعاية فعالة في المقام الأول، فدعاية داعش وفعاليتها تأتي من الواقع المنتشر في سوريا والعراق ودول أخرى علت فيها راية هذا التنظيم وليس العكس.

للمزيد من المعلومات عن منتدى أمريكا والعالم الإسلامي 2015 »