رسالة من منظمي المؤتمر
الزملاء الأعزاء
إنه لمن دواعي سرورنا أن نطلق وقائع الجلسة الافتتاحية لمنتدى بروكنجز الدوحة للطاقة. إن المنتدى عبارة عن منصة تهدف إلى تعزيز النقاش والحوار والبحوث الموجهة نحو تحقيق نتائج بشأن أحد الاتجاهات الجيوسياسية الرئيسية في القرن الواحد والعشرين.
فقد كانت العلاقات الدولية السائدة للطاقة خلال السنوات الـ50 الماضية بين الدول الموردة في الشرق الأوسط والدول المستهلكة في البلدان الصناعية التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD). ومع ذلك، فقد بدأت خلال السنوات الأخيرة مجموعة من العوامل الاقتصادية والسياسية والتكنولوجية والبيئية تتحدى الوضع الراهن. وتميل مراكز الطلب الجديدة في جنوب وشرق آسيا وتسوية الطلب في الولايات المتحدة وأوروبا إلى المشهد العالمي للطاقة المتجه شرقا، مما يعطي قوة متزايدة للسوق بالنسبة للاقتصاديات الناشئة. ولقد سرعت الاكتشافات والتطورات الحديثة لمصادر النفط والغاز غير التقليدية من هذا التحول، كما أنها بدأت في إضعاف مواقف البلدان الاستهلاكية التقليدية. وقد صاحب ارتفاع الطلب على الطاقة في الصين والهند موجة من الاستثمارات الإستراتيجية في مجال الطاقة من خلال تلك البلدان في سعيها لتحقيق أقصى قدر من الأمن في مجال الطاقة.
وتتزامن التحولات البنيوية في التوازن العالمي بين العرض والطلب مع فترة من التغير السريع وغير المسبوق في منطقة الشرق الأوسط. فسواء انتشر الاضطراب في منطقة الخليج أم لم ينتشر، سوف يتعين على قادتها التنقل بين تلبية الطلبات المتزايدة للسكان المحليين فضلا عن تلبية الطلب العالمي المتزايد للطاقة. وقد كان لظهور حكومات جديدة في أجزاء أخرى من المنطقة والمخاوف من “العدوى” الثورية بالفعل تأثير على أسعار النفط وثقة المستثمرين فضلا عن اعتبارات أمن الطاقة بين البلدان المستهلكة.
ويملك هذا المزيج من التحولات الهيكلية العالمية والتحولات السياسية المحلية القدرة على أن يؤدي إلى تحول جذري في دور المنطقة والسياسة العالمية للنفط والغاز كما أنه يثير عددا من الأسئلة الحاسمة:
- ماذا ستكون الآثار الإستراتيجية والاقتصادية للتحول نحو الشرق فيما يتعلق بموردي الشرق الأوسط؟
- ماذا ستعني التغيرات في السياسات المحلية بالنسبة للاستقرار القصير والطويل الأجل في أسوق الطاقة العالمية؟
- وحيث أن الأسواق الناشئة أصبحت أكثر أهمية من المستهلكين والمستثمرين، كيف سيتغير التوازن الاستثماري بين البلدان المضيفة والبلدان الأم؟
- ماذا ستعني الطبيعة المتغيرة للعلاقة بين المورد والمستهلك بالنسبة للحكم والشفافية في الدول المنتجة؟
وقد تم إنشاء منتدى بروكنجز الدوحة للطاقة، وهو عبارة عن تعاون بين مركز الدوحة التابع لمؤسسة بروكنجز ومبادرة بروكنجز لأمن الطاقة، للإجابة على هذه التساؤلات. وقد قام المؤتمر في جلسته الافتتاحية التي انعقدت في شهر فبراير من عام 2012 بعقد اجتماع خاص ورفيع المستوى جمع كبار مسؤولي الحكومة وكبار المديرين التنفيذيين في مجال الطاقة بالشركة بالإضافة إلى محللي طاقة عالميي المستوى من منطقة الشرق الأوسط وآسيا وأوروبا والولايات المتحدة. وقد أتاح الاجتماع الذي استمر لمدة يومين والذي افتتحه معالي الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء ووزير خارجية دولة قطر فرصة لإجراء حوار مفتوح حول المشهد المتغير للطاقة الدولية وتأثير الثورات التي حدثت في الشرق الأوسط على أسواق الطاقة العالمية ومستقبل استثمارات الطاقة في منطقة الشرق الأوسط. وتنعكس نتائج هذا المؤتمر في هذا التقرير.
يعتمد منتدى بروكنجز الدوحة للطاقة على خبرة ودعم الجهات المعنية في كل من القطاعين العام والخاص في كل من منطقة الشرق الأوسط والمجتمع الدولي الأوسع على حد سواء. نحن نتطلع إلى العمل سويا داخل مؤسسة بروكنحز ومع شركائنا لضمان النجاح المستمر لهذا المشروع.
مع خالص الاحترام والتقدير،
سلمان شيخ
مدير مركز بروكجنز الدوحة
تشارلز ل. إبينجر
مدير مبادرة أمن الطاقة مركز بروكنجز