في حالة الترقب التي يعيشها اليمنيون للحوار الوطني الذي طال انتظاره، فإنهم يواجهون مجموعة من التحديات التي تواكب عملية التحول من نظام سياسي وأمني هش إلى حالة من الاستقرار والسلام الدائم، فالمبادرة الخليجية التي بموجبها تنازل صالح عن الحكم فتحت آفاق للتحول السلمي ولكنها لم تعالج التحديات المستعصية التي تواجه استقرار اليمن مثل المسألة الجنوبية والحركة الحوثية وصياغة الدستور والعدالة الانتقالية وغيرها.
في ورقة مركز بروكنجز الدوحة الجديدة بعنوان “السلام الدائم: رحلة اليمن الطويلة للمصالحة الوطنية”، يوضح د. إبراهيم شرقيه الخطوط العريضة لعملية المصالحة الوطنية والتي تعد فرصة اليمن الثمينة للاستقرار.
بناء على أبحاث ميدانية مكثفة ومقابلات مع شخصيات يمنية رفيعة المستوى من مسؤولين حكوميين ورؤساء أحزاب سياسية وممثلين للمجتمع المدني وشيوخ وقبائل وممثلين للحراك الجنوبي والحركة الحوثية وممثلين عن شباب ساحة التغير، يتناول د.شرقيه التحديات التي تواجه حالة التحول في اليمن بعد توقيع المبادرة الخليجية للانتقال السلمي للسلطة. بالإضافة إلى تقديم الأطراف الرئيسية في عملية المصالحة، ويوضح كيف يمكن أن تساهم مشاركاتهم في إنجاح هذه العملية. كما ويضع منظومة آليات لتحقيق عملية المصالحة، لا تشمل فقط الحوار الوطني الناشئ، بل أيضاً هيئات العدالة الانتقالية التي يجب أن تتبع هذه المنظومة في حال تحقق الاستقرار في اليمن. وأخيراً، يختم د.شرقيه ورقته بتوصيات توضح الكيفية التي يمكن للمجتمع الدولي بها مساعدة اليمن في تحقيق المصالحة، ويحذر من صراع القوى الإقليمية والدولية التي يمكن لها أن تفسد الجو العام للمصالحة في اليمن.