مقدمة:
في خطابه في الرابع من يونيو 2009 في جامعة القاهرة، دعا الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى شراكة جديدة في العلم والتكنولوجيا مع الدول ذات الأغلبية الإسلامية. وضمن مبادرات أخرى، أعلن الرئيس عن إنشاء صندوق جديد لدعم التطوير التكنولوجي في العالم الإسلامي، واقترح إنشاء مراكز للتفوق العلمي في أفريقيا والشرق الأوسط وجنوب شرق أسيا وأعلن عن نيته في تعيين مبعوثين في العلوم لتنسيق التعاون في برامج لتطوير موارد جديدة للطاقة والوظائف الصديقة للبيئة والمياه النقية والمحاصيل الجديدة.
وفي الفترة ما بين الثالث عشر والخامس عشر من شباط/فبراير 2010 استضاف مركز ستيمسون ورشة عمل حول التعاون العلمي والفكري والحكومي بشأن التحديات البيئية الناشئة في العالم الإسلامي وذلك كجزء من منتدى الحوار الأمريكي الإسلامي المنعقد في الدوحة بقطر. كان من بين المشاركين علماء ومعلمين ومحللين سياسيين وأطباء من عدة دول إسلامية ودول بها أقليات مسلمة ذات أعداد كبيرة (الهند والفلبين) وأيضًا محللين أمريكيين وممثلين عن الحكومة الأمريكية. وقامت المجموعة العاملة بتحديد أهم المشكلات البيئية التي تواجه العالم الإسلامي، كما قامت أيضًا بتقييم موارد الدول الإسلامية الحالية والمحتملة والتي من شأنها مواجهة تلك المخاطر، وأيضًا أوصت باستراتيجيات لدفع التعاون بين العالم الإسلامي والولايات المتحدة الأمريكية للتعامل مع تلك القضايا.
يقدم هذا التقرير نظرة عامة موجزة للتحديات التي يفرضها التغير البيئي في عدة مناطق توجد بها أعداد كبيرة من المسلمين؛ ومنها جنوب شرق آسيا وجنوب غرب آسيا/الخليج الفارسي، وشمال أفريقيا وأجزاء من أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى (الساحل والمناطق الساحلية في غرب أفريقيا وشرق أفريقيا). ثم يناقش التقرير الاحتياجات الرئيسية اللازمة لتحسين الأبحاث العلمية والتقنية في تلك المناطق، ويستعرض التعاون العلمي الحالي المتركز على البيئة بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي. وأخيرًا، يقدم التقرير بعض التوصيات التي تقترح طرق لتوسيع التعاون العلمي بين الولايات المتحدة والعامل الإسلامي وتعميقه في المستقبل.