Commentary

Op-ed

تأملات حول كلمة الرئيس أوباما في مصر

Stephen R. Grand
Stephen R. Grand زميل سابق في بروكنجز

June 4, 2009

في 4 حزيران / يونيو في القاهرة، أوضح الرئيس أوباما مرةً أخرى- كما سبق وأن فعل في كلمته في ولاية فيلادلفيا التي ألقاها بِشأن العرق – بأن التحدث بصراحة عن قضايا خلافية مؤلمة من شأنه بناء الثقة، بينما في الوقت نفسه، يؤدي إلى رقينا وتنويرنا جميعًا، إن كلمة واحدة لن يمكنها القضاء على مشاعر الغضب وعدم الاحترام والشكوك المتبادلة التي تراكمت على مر السنين بين الولايات المتحدة والمجتمعات المسلمة في جميع أنحاء العالم، ولكنها حقًا تعد كلمة بارعة. فقد كانت مستوية إلى حد كبير؛ حيث انه قام بوضع مجموعة من المبادئ لتوجيه ليس فقط كيفية أن الولايات المتحدة والدول ذات الأغلبية المسلمة ينبغي أن تتحرك إلى الأمام معًا، ولكن أيضًا لتوجيه سلوك كل الدول في عالم يزداد ترابطًا – وذلك يعتبر لفتة غير متوقعة لأرائه في العالم التي لا تزال في طور النشوء.

الأمر الأهم هو أن الرئيس تكلم صراحًة وعلنًا بشأن القضايا المتعلقة بعلاقاتنا المتبادلة التي كثيرًا ما كانت تُثار محاولات للتستر عليها مثل: محرقة اليهود، ومحنة الفلسطينيين، واستخدام العنف لأغراض سياسية، والدور الأميركي في إيران لإطاحة الحكومة المنتخبة ديمقراطيًا في عام 1953، ومسألة تعليم المرأة؛ بالإضافة إلى التأكيد على أهمية أن الحكومات ينبغي أن تعكس إرادة شعوبها، والحق في اللباس حسب التعاليم الدينية، وغير ذلك. كما تحدث بصراحة عن مسؤوليات أميركا، ومسئوليات الأطراف الأخرى، تجاه إيجاد حل للقضية الفلسطينية الإسرائيلية، والمواجهة النووية مع إيران، والصراعات داخل العراق وأفغانستان.

لقد تمكن الرئيس أوباما بتلك الصراحة من خلق إمكانية حقيقية من أجل ما وصفه بأنه “بدايةً جديدة” مع “العالم الإسلامي”؛ والأمر متروك لحكومته في الأشهر والسنوات المقبلة لتجسيد هذه الرؤية المادية من قبل السياسات والبرامج التي تتناول الصراعات الكبرى والأزمات العميقة التي تواجه العديد من الحكومات ذات الأغلبية المسلمة؛ فالتحرك نحو إيجاد تسوية نهائية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي سيعد عاملاً أساسيًا، وسيكون الزمن وحده كفيلاً بإثبات ما إذا كانت الولايات المتحدة يمكن أن تتبع سياسات في هذا الجزء من العالم من شأنها أن ترقى إلى مستوى القيم وفي نفس الوقت تؤدي إلى تقدم مصالحها. ولكن للأسف وعلى الرغم من شدة نبرة التفاؤل في خطاب أوباما، إلا أن سجل أميركا في هذا الصدد يعد مشوشًا بلا جدال.