Research

تقييم العقبات والفرص المواتية أمام مفاوضات السلام المستقبلية الإسرائيلية السورية الأمريكية

May 25, 2010

مقدمة

في ظل التقلبات الدبلوماسية في الشرق الأوسط، نجد أن القضيتين المتداخلتين المتمثلتين في مفاوضات السلام الإسرائيلية السورية والعلاقة الثنائية بين واشنطن ودمشق تتأرجحان ما بين الصعود والهبوط على مقياس اهتمامات واشنطن. حيث أدى انتخاب باراك أوباما إلى زيادة التوقعات بأن الولايات المتحدة ستمنح هاتين القضيتين أولوية لم يسبق أن منحتهما إياها خلال السنوات الثمانية لإدارة جورج و. بوش. فلقد وعد أوباما عندما كان مرشحًا للرئاسة بأنه سيضع في مقدمة أولوياته مهمة إحياء عملية السلام العربي الإسرائيلي وأنه “سيتدخل” في موضوع إيران وسوريا على نحو منفصل (الأمر الذي أوصت به مجموعة دراسة العراق في 2006).

وفي أيار/مايو من عام 2009، أرسل الرئيس أوباما – مباشرة بعد توليه الرئاسة – إلى دمشق كل من جيفري فيلتمان، مساعد وزير الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى ودانيل شابيرو، عضو مجلس الأمن القومي الأميركي لشؤون الشرق الأوسط، لفتح باب الحوار مع حكومة بشار الأسد. كما بادر الكثير من أعضاء الكونجرس بالسفر إلى سوريا في السنة الأولى من تولي أوباما الحكم ومن بينهم جون كيري رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي وهوارد بيرمان رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأمريكي. هذا وعندما قام الرئيس بتعيين جورج ميتشل كمبعوث خاص للشرق الأوسط، قام ميتشل باختيار نائبه فريد هوف كخبير معني بسوريا والنزاع الإسرائيلي السوري. وفي الصيف الماضي، زار كلا من ميتشل وهوف دمشق وشرعا في التفاوض مع سوريا.

ومع هذا، وبرغم هذه البداية الصريحة الواعدة، لم تكن للعلاقة الثنائية بين الولايات المتحدة وسوريا وكذلك مساعي إحياء التفاوض الإسرائيلي السوري مردودًا كبيرًا. فمن المؤكد أن دمشقلا تروقها فكرة أنه لا يمكن في الوقت الراهن فصل التفاوض على عملية السلام العربي الإسرائيلي عن واقع المسار الإسرائيلي الفلسطيني.

وتحتوي هذه الورقة البحثية على تحليل للصعوبات التي تواجه السياسات السورية بشأن واشنطن والقدس، وتقدم نهجًا للتعامل مع سوريا. وتنبع الكثير من التوصيات من الدروس المستفادة من جولات المفاوضات السابقة لذا من المهم أن نلم بالأحداث السابقة.