في 22 مارس، أعلن الرئيس ترامب في تغريدة له أنّه قد عيّن جون بولتون مستشاراً جديداً للأمن القومي، مسلّطاً مرّة جديدة الضوء على الخضّة التي تهزّ صفوف كبار موظّفي البيت الأبيض. وكما كتبتُ في 19 يناير 2018، بعد مرور سنة على إدارة ترامب، سجّل معدّل استبدال الموظّفين نسبة قياسية بلغت 34 في المئة، أي ضعف تلك التي سجّلها الرئيس السابق رونالد ريغان (17 في المئة) وأكثر من ثلاثة أضعاف النسبة التي سجّلها الرئيس أوباما (9 في المئة).
في هذه المرحلة، وبعد أكثر من 14 شهراً بقليل على تسلّم ترامب سدّة الرئاسة، تمّ استبدال 14 في المئة إضافية من المناصب في “الفريق الأوّل”، ممّا يشير إلى أنّ 48 في المئة من موظّفي “الفريق الأوّل” في البيت الأبيض إمّا أُقيلوا أم استقالوا أم استلموا مناصب أخرى في البيت الأبيض. ويتمّ تتبّع هذه التطوّرات من خلال جهاز تعقّب يتمّ تحديثه بانتظام على موقع بروكنجز الإلكتروني (وهو يقيس أيضاً استبدالات الوزراء في الحكومة الأمريكية). ونظراً إلى أنّ مستشار الأمن القومي سبق أن تمّ تغييره في خلال إدارة ترامب، لا يؤثّر فعلياً رحيل ماكماستر في هذه النسبة (أي أنّ المنصب لا يُحتسب مرّتين)، لكنّ مغادرات وتغييرات حديثة في وظائف أخرى، بما فيها تلك التي طالت روب بورتر وغاري كون ومايك بومبيو وغيرهم، قد رفعت مجموع الاستبدالات إلى نسبتها الحالية البالغة 48 في المئة. وعلى سبيل المقارنة، بلغ المعدّل التراكمي لاستبدال الموظّفين في عهد أوباما بعد مرور سنتَين كاملتين (24 شهراً) على تسلّمه الرئاسة نسبةً أدنى بكثير وصلت إلى 24 في المئة، فيما بلغ معدّل الاستبدال في عهد الرئيس جورج بوش الابن 33 في المئة.
ويشكّل تحليلٌ للمناصب الاثنَي عشر الأعلى في هذه المجموعة من البيانات مؤشّراً آخر لمستوى استبدال الموظّفين ونتيجته غير الاعتياديين، وقد أطلقتُ على هذه المناصب تسمية مناصب “المستوى الأوّل” وتتألّف من:
- كبير الموظّفين*
- نائب كبير الموظّفين*
- المتحدّث باسم البيت الأبيض*
- مساعد الرئيس للعلاقات العامة*
- مساعد الرئيس للشؤون التشريعية
- مساعد الرئيس للشؤون الحكومية
- مستشار البيت الأبيض
- أمين سرّ الموظّفين*
- أمين سرّ الحكومة
- مستشار الأمن القومي*
- نائب مستشار الأمن القومي*
- رئيس مجلس المستشارين الاقتصاديين
وحتّى الآن، غادر سبعة موظّفين من أصل 12 (وهم أولئك الذين تبرز علامة النجمة خلف منصبهم)، وقد استبدل الرئيس ترامب مستشاره للأمن القومي للمرّة الثانية، وتسري الشائعات بأنّه قد يستبدل قريباً كبير الموظّفين للمرّة الثانية أيضاً. ونظراً إلى العدد الصغير المتاح من الموظّفين الجدد الذي كان الرئيس ترامب مستعداً لأخذه بعين الاعتبار في البداية، يزداد التحدّي لتعيين موظّفين ملائمين في البيت الأبيض صعوبةً يوماً بعد يوم. ويُعدّ هذا المستوى العالي من استبدال الموظّفين معرقِلاً ومحبطاً جداً وغير فعال على الإطلاق، مصعّباً أكثر في نهاية المطاف على موظّفي البيت الأبيض إحراز التقدّم في تنفيذ برنامج الرئيس. لذلك، فيما يستمدّ الرئيس ترامب قوّته من الصراع والفوضى على ما يبدو، لا يصبّ هذا التصرّف في مصلحته نهائياً.
Commentary
ماكماستر يغادر وموجة الاستبدالات في صفوف موظّفي “الفريق الأوّل” في البيت الأبيض مستمرّة بوتيرة ثابتة
الخميس، 22 مارس 2018