May

26
2010

12:30 pm EDT - 2:00 pm EDT

إحياء المسار السوري لعملية السلام العربي الإسرائيلي

Wednesday, May 26, 2010

12:30 pm - 2:00 pm EDT


عقد مركز سابان لسياسات الشرق الأوسط في 26 أيار/مايو 2010 حوارًا سياسيًا على مأدبة غذاء مع سفير إسرائيل السابق لدى الولايات المتحدة إتمار رابينوفيتش وباحث كرسي برونفمان الأعلى المميز الغير المقيم. تطرق الحوار إلى لعديد من النقاط والتي تم حفظها في وثيقة أيار/مايو 2010 بمركز سابان لسياسات الشرق الأوسط باسم كاتبها رابينوفيتش. ناقش رابينوفيتش التحديات التي تواجه الولايات المتحدة وإسرائيل في التعامل مع سوريا، فيما يخص العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة وسوريا من جهة ومفاوضات السلام بينها وبين إسرائيل من جهة أخرى. قام رابينوفيتش بتقييم أداء إدارة الرئيس الأمريكي أوباما في تعاملها مع سوريا، كما قام ببحث احتمالية دخول إسرائيل في مفاوضات جديدة مع سوريا، وقام بتحليل سياسة الرئيس بشار الأسد ومدى صلتها بسياسة والده حافظ الأسد. واختتم رابينوفيتش حديثه ببعض التوصيات حول كيفية تعامل كل من الإدارة الأمريكية والحكومة الإسرائيلية علاقتها مع سوريا من أجل ضمان تحسين العلاقات فيما بينهم بالإضافة إلى مدى إمكانية إبرام اتفاقية سلام بين سوريا وإسرائيل.

بدأ رابينوفيتش حديثه بقوله أن الرئيس الأمريكي أوباما عندما كان مرشحًا للرئاسة تحدث عن إشراك سوريا، ولم تتغير هذه الرؤية حتى الوقت الراهن، وبدلاً من ذلك، ركزت إدارته على القضية الفلسطينية. وفي الوقت ذاته لم تبذل الحكومة الإسرائيلية بقيادة بنيامين نتنياهو أي جهد فيما يتعلق بالمسار السوري؛ ولكننا لا نستبعد أن تتغير سياسية نتنياهو عما قريب. من جانب آخر قد توجد صعوبات تواجه نتنياهو في مواصلة مفاوضاته مع الجانب السوري، ألا وهي عدم مقدرته مواصلة هذه المفاوضات وهو لا يزال منتسبا للائتلاف الحكومي الحالي فهو بحاجة للانفصال عنه أولاً كما فعل نظيره شارون. وبالرغم من انشغال نتنياهو بالقضية الإيرانية، والتي تلعب فيها سوريا دورًا بارزًا، إلا إنه ما يزال لا يرغب في بدء التفاوض مع سوريا.

كما ناقش رابينوفيتش كيفية تفاعل بشار الأسد مع المفاوضات إذا ما استؤنفت وما تتوقعه الولايات المتحدة وإسرائيل منه جراء هذه المفاوضات. فإذا كان على واشنطن أن تحسن علاقتها بسوريا، وفي الوقت ذاته تقدم إسرائيل تسوية سلمية لها، فينتظر الجانبان من سوريا تحسين علاقتها الدبلوماسية بإسرائيل؛ الأمر الذي لم ينتهجه الأب حافظ الأسد في عهده. كما عقد رابينوفيتش مقارنة بين حافظ الأسد الأب والرئيس المصري الراحل أنور السادات موضحًا أن السادات قد نجح في إقناع عامة الإسرائيليين فضلاً عن قادتهم أن مصر لم تعد عدوًا. ونظرًا لأن بشار الأسد يقدر مدى تأثير الإعلام على الرأي العام لا سيما في الدول الديمقراطية، فيبدو أنه يمتلك من الخبرة الدبلوماسية ما يمكنه من فعل ما لم يفعله والده الراحل.

وقال رابينوفيتش في الحديث إن هدف الأسد لم يعد يقتصر على استعادة هضبة الجولان، بل هو يريد قبول الولايات المتحدة وأن تتيح الفرصة سوريا كي تؤدي دور الوسيط لسياساتها في الشرق الأوسط. وأوضح رابينوفيتش أنه بالرغم من المنافع التي قد تعود على سوريا جراء تعاونها مع الجانب الأمريكي والإسرائيلي، إلا أن بشار وصف رغبة إسرائيل والولايات المتحدة في قطع علاقته بكل من طهران وحزب الله وحماس بغير المنطقية. وهذا الموقف قد يعد عقبة كبرى في تحسين علاقة سوريا والولايات المتحدة وإسرائيل.

كما أوضح رابينوفيتش السبب الرئيسي وراء فشل المحاولات السابقة في تحسين علاقة سوريا بكل من إسرائيل والولايات المتحدة. وقال بأن إدارة الرئيس الأمريكي السابق كلينتون كانت تفتقد للنفوذ والفعالية الدبلوماسية أثناء حكم حافظ الأسد، من جهة أخرى بدأت مفاوضات إيهود بارك رئيس الوزراء الإسرائيلي مع دمشق قبل فترة قصيرة من وفاة الرئيس حافظ الأسد. وكان الرئيس الراحل في هذه الفترة مشغولاً لاسيما بالتحضير لنقل زمام الأمور لنجله بشار الابن. وعندما تقلد بشار زمام الأمور توقفت المفاوضات حينئذ مع سوريا حيث لم تعد الولايات المتحدة – فضلاً عن إسرائيل – بحاجة إلى استمرار تلك المفاوضات. وعندما عادت تلك المفاوضات مجددًا بوساطة تركية في عهد إيهود أولمرت، كان الأخير راحلاً لا محالة بسبب العديد من المشاكل الداخلية. وفيما يتعلق بالوساطة التركية الحالية، قال رابينوفيتش بأن دور تركيا مهم لكن لا بد وأن تدير الولايات المتحدة الأمريكية هذه المفاوضات بين الجانبين السوري والإسرائيلي. واختتم رابينوفيتش حديثه بأن تحسين العلاقات الأمريكية السورية وإيجاد تسوية سلمية بين إسرائيل وسوريا قد يواجه العديد من التحديات ولكنه ليس مستحيلاً.