Commentary

Op-ed

بالأرقام من مركز بروكنجز الدوحة: أزمة شرعية الدولة العراقية

An Iraqi female demonstrator waves an Iraqi flag during an ongoing anti-government protest, in Baghdad, Iraq November 1, 2019. REUTERS/Ahmed Jadallah - RC164BCA0C20
Editor's note:

 هذه المقالة هي الثانية من سلسلة من التحليلات والرسومات البيانية التي يقدّمها الزملاء في مركز بروكنجز الدوحة والتي تغطّي التحدّيات الاجتماعية الاقتصادية والجيوسياسية التي تواجهها منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. يمكن مطالعة المقالة السابقة في هذه السلسلة عبر هذا الرابط: ينبغي على دول مجلس التعاون الخليجي مضاعفة جهودها للحدّ من اتّكالها على النفط، بقلم نادر قبّاني.

لقد هزّت الاحتجاجات المُندلعة في العراق منذ أكتوبر 2019 كيان الطبقة السياسية في البلاد، فأوقعت الدولة في أزمةِ شرعية هدّدت النظام السياسي الذي نشأ بعد العام 2003. وقد عجّلت من هذه الأزمة شكاوى ومطالباتٌ بفرص العمل والخدمات والمساءلة طالت البلاد برمّتها. وباتت ثقة الشعب بالحكومة في أدنى مستوياتها، بما في ذلك في العام 2014 عندما سمحت مستويات الاستياء العالية في المحافظات الشمالية ذات الأكثرية العربية السنّية ببروز تنظيم الدولة الإسلامية. ومع أنّ الثقة الشعبية تحسّنت في الفترة الأولى من استلام حيدر العبادي منصب رئاسة الوزراء، بين العامَين 2014 و2015، برزت خيبة أمل من قيادة العبادي، رافقتها احتجاجاتٌ طالت العراق بأسره منذ العام 2016. وتشير استطلاعات الرأي منذ تلك الآونة حتّى اليوم إلى تراجع كبير في الثقة الشعبية بمؤسّسات العراق وقيادته.

ويشكّل الإقبال المنخفض على التصويت مؤشراً حاسماً للاستياء الشعبي. فمنذ سقوط نظام صدّام حسين، تراجع الإقبال على التصويت مع مرور كلّ جولة انتخابات. ففي العام 2005، صوّتت نسبة 80 في المئة من الناخبين العراقيين المؤهّلين، مما شكّل نجاحاً باهراً للعملية الديمقراطية الناشئة. بيد أنّ هذه النسبة انخفضت إلى نحو 60 في المئة في خلال جولتَي الانتخابات النيابية في العامَين 2010 و2014، ثم تدهورت إلى 45 في المئة في العام 2018. وفي وجه الفساد والمؤسّسات الضعيفة، تشكّل الانتخابات أحد إجراءات المحاسبة القليلة التي بقيت مُتاحة للشعب العراقي. وقد ساعد تشكيل حكومة جديدة في مايو 2020 على جعل البيئة السياسية مستقرّة. وبات الشعب العراقي الآن يتطلّع إلى الحكومة الجديدة لتحقّق إنجازاً مدهشاً: معالجة شرعية الدولة المعدومة والحفاظ على السلام والتخفيف من وطأة الأزمات الاقتصادية ووضع استراتيجية فعاّلة للاستجابة لفيروس كورونا المستجدّ.

stats

 

المصادر:

“Iraq: Voter Turnout by Election Type,” The International Institute for Democracy and Electoral Assistance (IDEA), https://www.idea.int/data-tools/country-view/148/40

تمّت زيارة الموقع في 2 يونيو 2020.

Steve Crabtree, “Faith in Iraqi Government Falls Sharply in Sunni Regions,” Gallup, June 27, 2014, https://news.gallup.com/poll/171959/faith-iraqi-government-falls-sharply-sunni-regions.aspx.

Travis Owen and Jihad Fakhreddine, “Iraqis Have High Hopes for New Prime Minister,” March 19, 2015, https://news.gallup.com/poll/182042/iraqis-high-hopes-new-prime-minister.aspx.

Jihad Fakhreddine, “Attack Tests Iraqis’ Failing Faith in Leadership,” Gallup, July 13, 2016, https://news.gallup.com/poll/193655/attack-tests-iraqis-failing-faith-leadership.aspx.

 

Authors