Commentary

Op-ed

الدول العربية الرئيسية تريد النتائج

إن القول بأن حالة التردد في سياسة الرئيس أوباما تجاه سوريا قد جعلت الأصدقاء من القادة العرب في حالة إستغراب، هي في واقع الأمر استهانة. فقرار الرئيس بالذهاب إلى الكونغرس خلال 11 ساعة، في حين أن الزعماء العرب كانوا يتابعون شاشات التلفاز لمتابعة الضربات العسكرية الأمريكية في سوريا، خلق حالة من الارتباك المتزايد والعصبية. زاد لقاء كيري ولافروف هذا الأسبوع الأمور تعقيداً، وخلق انطباع بأن أوباما ضعيف ويفتقر إلى رؤية لحل الأزمةـ في الوقت نفسه، يبدو الرئيس فلاديمير بوتين واضح في أهدافه ومصمم على دعم نظام الأسد.

حتى الآن، وعلى الرغم من الارتباك، تواصل العواصم العربية انتظار واشنطن. فقرار أوباما لضم الأمم المتحدة على طاولة المفاوضات، لا يترك المجال لدول مجلس التعاون الخليجي سوى الانتظار لأن تأخذ الدبلوماسية مجراها، على الرغم من دعمهم للعملية العسكرية الأمريكية. فضلت مصر الدبلوماسية، والتي قد تستطيع بدورها لعب دور مفيد في تشجيع المفاوضات. أما الدول المجاورة، وبخاصة الأردن ولبنان، فهم يتنفسون الصعداء.

قد ينفذ صبر الدول الأكثر تشدداً، وخصوصاً المملكة العربية السعودية وقطر، وسيتظرون لأن تأخذ الدبلوماسية مجراها في وقت زمني معين فقط. في حين أنهم يتوقعون بأن يقوم الأسد وأعوانه في مجلس الأمن بتأجيل وإرباك الأمور، فإنهم يطالبون بقرار قوي من شأنه أن يجبر الأسد عن التخلي عن الأسلحة الكيمائية وفتح الأبواب للعمل الدولي. في حال تعذر كل ذلك، فإن الدول المتشددة تتوقع أن توجه الولايات المتحدة ضربات عسكرية في نهاية المطاف. مهلة أوباما الدبلوماسية هي فقط مهلة. تبحث الدول الرئيسية عن النتائج، وإن لم يحدث أي شئ، فمن المرجح أن يأخذوا زمام الأمور بأيديهم ومضاعفة جهودهم لدعم الثوار بكل الوسائل اللازمة.

هذا المقال جزء من سلسلة “روم فور ديبات” في جريدة نيويورك تايمز بعنوان: ” هل من الممكن تدمير الترسانة العسكرية السورية؟”