September

12
2019

1:30 am AST - 3:30 am AST

ما الذي يجري في اليمن؟

Thursday, September 12, 2019

1:30 am - 3:30 am AST

جامعة قطر
قاعة ابن خلدون


DC

نظّم مركز بروكنجز الدوحة بالتعاون مع مركز الجزيرة للدراسات ومركز ابن خلدون للعلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة قطرندوة في 11 سبتمبر 2019 تناولت التطورات الأخيرة في اليمن. ركّز المتحدّثون على الأحداث التي شهدها اليمن في السنوات الخمسة الماضية وناقشوا أدوار جهات فاعلة يمنية ودولية متعدّدة.

وشارك في الندوة مجموعة من الباحثين والخبراء المتميّزين بمن فيهم: ياسر اليماني، القيادي في المؤتمر الشعبي العام؛ ومحمد البُخيتي، ‎عضو المكتب السياسي لحركة أنصار الله؛ وبكيل الزنداني، رئيس قسم الشؤون الدولية في جامعة قطر؛ وسعيد ثابت، مدير مكتب الجزيرة في اليمن. أدار الندوة حمدي البُكاري، مراسل الجزيرة في اليمن وحضرها لفيف من الشخصيات الدبلوماسية والأكاديمية والإعلامية في الدوحة.

استهلّ اليماني النقاش مقدّماً لمحة عامة عن الأحداث التي كان اليمن يشهدها في السنوات الخمسة الماضية، وأشار إلى أن المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة لم تظهرا أي مصداقية طوال هذه السنوات، فبينما كانتا تدّعيان السعي لإعادة الشرعية إلى اليمن، أظهرت أعمالهما عكس ذلك. وتطرّق إلى “الانقلاب” في اليمن، والهجمات على قوات الحكومة، ومنع الرئيس والحكومة من العودة إلى اليمن، وتشكيل الإمارات العربية المتحدة لميليشيات مسلّحة. وناقش اليماني أيضًا التوسع الإماراتي، وكذلك جهود دولة الإمارات للسيطرة على المطارات، المرافئ والمواقع الغنية بالنفط والغاز وجزيرة سقطرى. وقال اليماني إنّ المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة تعملان للاستيلاء على ثروة اليمن، وفصل الشمال عن الجنوب، وتقسيم الدولة إلى ميليشيات.

تابع البخيتي النقاش قائلًا إنّ العداء الدولي إزاء اليمن يرمي إلى سلب اليمن سيادته، وأشار إلى أنّ قوات الائتلاف تدعم الحكومة اليمنية لأنها تطلب مشورة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة عند اتخاذ أي قرار. وبالتالي، قال إنّ عودة الحكومة قد تمنع اليمن من بلوغ مصالحه. وقال البخيتي إنّ ثورة العام 2014 رفضت تدخّل الولايات الأمريكية المتحدة وغيرها من السلطات الخارجية في اتخاذ القرار اليمني، وأشار إلى أنّ اليمن طالب مجددًا باستقلاله في العام 2014 مضيفًا أن اتفاق السلام والشراكة الوطنية الذي تمّ توقيعه في العام 2014 لم يعطي حركة أنصار الله أي امتيازات، إلّا أنّ فشل تطبيق بنود الاتفاق أدّى إلى اندلاع الحرب الراهنة. وحمّل البخيتي خصوم الحركة مسؤولية عدم تطبيق الاتفاق وختم قائلًا إنّ الطريقة الأفضل لحلّ الصراع تكمن في العودة إلى الحوار.

أما الزنداني، فقد بدأ كلامه مناقشًا بدايات الأزمة في اليمن، فشرح أنّ المشكلة بدأت حين بدأ اليمنيون يعتمدون على جهات فاعلة خارجية سعت إلى تحقيق مصالحها الخاصة من دون أن تأخذ مصالح اليمن بالاعتبار. على مرّ التاريخ، جذب اليمن اهتمام القوى الكبرى نظرًا لموقعه الجغرافي المميز، جزره، مرافئه، مناخه، كثافته السكانية وموارده. وأشار الزنداني إلى أنّ سعي أقوى الدول في الشرق الأوسط وأكبرها للتوسع على حساب الدول الأصغر والأضعف أمرٌ واضحٌ ومعلوم، علمًا أنّ هذه الدول القوية ليست إلّا أداةً في يد صناع السياسة الدوليين.

وأشار ثابت إلى أنّ ما يحصل في اليمن ما هو إلّا إعادة ترسيم للخريطة الجيوسياسية، مضيفًا أنّ الأمر ذاته يحصل في دول أخرى كسوريا والعراق. وقال ثابت إنّ الشباب اليمني بدأ ثورة أدّت إلى مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي شاركت فيه الأحزاب اليمنية ومن ضمنها الحوثيين واتفقت في ختامه على النتائج. وأضاف أنّ القوى الإقليمية والدولية سرعان ما تدخّلت داعمةً الانقلاب الحوثي. وبحسب ثاتب، كانت عملية عاصفة الحزم طريقة لتقسيم خريطة اليمن الجيوسياسية وإعادة ترسيمه، تمامًا كما توضّحه العمليات الميدانية التي تمّ تنفيذها. وقال أيضًا إنّ إيران والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة شريكة في عملية التقسيم، مضيفًا أنّ الأزمة في اليمن كانت معقّدة جدًا وضمت عددًا كبيرًا من الجهات الفاعلة. وختم قائلًا إنّ اليمن لن يعود إلى سابق عهده وإنّ المناطق الجنوبية لن تقبل الحكم الحوثي.

ركّزت جلسة الأسئلة والأجوبة التي تلت الندوة على مستقبل اليمن والطرق الممكنة لحلّ الأزمة، وكذلك على دور الحكومة اليمنية. ذكر اليماني أنّ الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي رهن الإقامة الجبرية في الممكلة العربية السعودية ويرفض التنازل عن سقطرى والمرافئ والمطارات لصالح الإمارات العربية المتحدة التي ردّت بتشكيل ميليشيات مسلّحة لمقاتلة الحكومة اليمنية. وقال البخيتي إنّ حركة أنصار الله دُفِعت لبدء الإنقلاب إلّا أنّ الأحزاب الأخرى أقصتها عن مؤتمر الحوار الوطني إلى جانب الحراك الجنوبي والشباب الثوري. عند مناقشة مستقبل البلاد، قال الزنداني إنّ الخيار الوحيد يقضي بالجلوس حول طاولة حوار تجمع اليمنيين من دون الاعتماد على أي دعمٍ إقليمي أو خارجي. وأضاف ثابت أنّ ثمّة حاجة إلى إعادة بدء نقاش مبنيّ على نتائج الحوار السابق، بدلًا من بدء حوار جديد.