March

10
2010

6:30 pm EST - 8:00 pm EST

صدمة الواقع: هل الحركات الإسلامية في حالة أزمة؟

Wednesday, March 10, 2010

6:30 pm - 8:00 pm EST


استهل حميد المناقشة بالإشارة إلى “أجندة الحرية” الخاصة بإدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش التي أدت إلى سلسلة من الانتصارات للحركات الإسلامية، مثل ما حققته حركة حماس في يناير 2006 في الانتخابات الفلسطينية. وأشار كذلك إلى أنه بعد فوز الأخوان المسلمين بنسبة تبلغ 20 بالمائة من المقاعد في البرلمان في الانتخابات البرلمانية عام 2005، فقد قوبلت بحملة فرض نظام على نطاق واسع من قِبل الحكومة المصرية. وكرد فعل، فقد بدأت الحركة في الانطواء على نفسها بالتركيز على التعليم والتبشير وتقديم الخدمات الاجتماعية وهي إحدى المهام الأساسية لنشاط التيار الإسلامي. وقد علّق حميد على التوتر القائم بين تقرير المصير كأحزاب سياسية أم حركات اجتماعية، وهو الأمر الذي يتجلى في الموقف المتناقض للتيار الإسلامي بشأن السلطة: فهم في العادة لا يسعون إلى الأغلبية، بل يسعون للحصول على 50 بالمائة من المقاعد البرلمانية أو أقل من ذلك. واقترح أن التيار الإسلامي في الواقع يفضل أن يكون في وضع المعارضة: فقد تجبرهم الحكومة على تنازلات صعبة في بعض القضايا مثل العلاقات مع إسرائيل وهو الأمر الذي قد يؤدي إلى حدوث الانقسامات الداخلية. هذا وقد أشار حميد إلى أنه إذا حاول الإسلاميون الفوز في الانتخابات في مصر والأردن أو المغرب، فمن المرجح أنهم سوف يكونون بحاجة إلى الحصول على “الضوء الأخضر أو الضوء الأصفر على الأقل” من الولايات المتحدة الأمريكية. اختتم حميد حديثه قائلا بأن إدارة أوباما، حسب كلامها، قد أعربت عن قبول إشراك الإسلاميين إلا أن الأمر يحتاج إلى ما هو أكثر من ذلك لترسيخ سياسة متماسكة تجاه الإسلام السياسي.

ومن ناحية أخرى فقد استهل حمزة حديثه بالإشارة إلى أن أي تقييم للمسار المستقبلي للحركات الإسلامية يتطلب فهما واضحا لطرقها المتباينة في العمل والأوضاع السياسية لكل منها والمناخ الإقليمي لها، وقد كانت حركة حزب الله هي المرجع الأساسي لملاحظات حمزة الذي أكد على أن الحركات الإسلامية مثل حركة حزب الله تعتبر نفسها حركات جهادية. وأوضح حمزة أن الجهاد فكرة تشمل كل من المقاومة المسلحة والغير مسلحة وتتوقف على ما يدعو إليه الوضع السياسي أو الاجتماعي أو الاقتصادي. فبالنسبة لحزب الله، ليست السياسة إلا وسيلة لغاية هي دولة فلسطينية مستقلة وعودة مزارع شبعا إلى لبنان. كما أشار حمزة إلى أن حزب الله يستمد شرعيته من سلطة الرعاية الاجتماعية، فالانتماء إلى حزب الله يعني الحصول على الوظائف والخدمات الأخرى. وبالرغم من أن حزب الله لم يكن بمقدوره إقامة دولة إسلامية في لبنان – وذلك بسبب الطبيعة الطائفية للنظام الطائفي – وأكد حمزة على أن عدم ترابط لبنان سمح لحزب الله بتأسيس دول المدن المرتبطة فكريا بأمر إسلامي. واختتم حديثه بأن حزب الله ليس في حالة أزمة إلا أن تواجده على المدى البعيد يتوقف بشدة على عوامل خارجة عن إرادته منها حالة الصراع العربي الإسرائيلي والعلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران.

بينما قدم بريزات بيانات الاستفتاء على الرأي العام العربي وأكد على أن الأحزاب الإسلامية ليست “عالقة” إنما حقائقها تمليها أوضاعها السياسية، فعلى سبيل المثال في عام 1989 فاز الإخوان المسلمون في الأردن بـ 22 مقعدًا في البرلمان، إلا أن نصيبهم قلّ فيما بعد بسبب قمع الدولة وفرض قانون انتخابي جديد. وقال بأن الحركات الإسلامية برهنت بوجه عام على أنها غير قادرة على تحويل شعبيتها إلى قرارات سياسية ملموسة على أرض الواقع. وقام بريزات بعرض نتائج الاقتراع في كل من الأردن وسوريا ولبنان ومصر والجزائر واليمن والمغرب، حيث تؤمن نسبة تبلغ 64 بالمائة من العرب بأن النظام البرلماني ملائم أو ملائم جدا لدولهم بالإضافة إلى نسبة مرتفعة تؤيد دورا أكبر للإسلام والشريعة الإسلامية. وأشار بريزات إلى أن في الأردن، وأجزاء أخرى من العالم العربي، كانت أصوات الشباب غالبا ما تكون لصالح حزب إسلامي, ومن المثير للاهتمام أن الاقتراع يبين أيضا أن أغلبية العرب يعتبرون مسلمي الهوية بينما المسلمين من غير العرب يؤكدون بقوة على جنسياتهم، وهو الأمر الذي يشير إلى أن دعم الحركات الإسلامية مرتبط بعدد معقد من العوامل ويتباين بشدة حسب تفاصيل البيئة السياسية.

وأعقبت ملاحظات هذه المجموعة جلسة أسئلة وأجوبة تناولت حيزًا من القضايا التي شملت ما إذا كانت الحركات الإسلامية تستجيب لنفس الواقع الإقليمي المتحرر والإيمان بالقضاء والقدر من وجهة نظر التيار الإسلامي للعالم وصحوة الحركات السلفية ودور المرأة في الأحزاب الإسلامية والتحديات التي يواجهها الإسلاميون بين النظرية والتطبيق. وقد أشار أحد الحاضرين إلى صعوبة تقييم شعبية الحركات الإسلامية التي تعمل في ظل الأنظمة الحاكمة المستبدة. ولاحظ حميد أن نتائج الانتخابات تمنحنا إحساسا واضحا بشعبية التيار الإسلامي مشيرا إلى العديد من الأمثلة في الانتخابات المصرية لعام 2005 حيث فاز الإخوان المسلمون بحوالي 60 بالمائة من المقاعد التي تقدموا لها. وفي تعليق لبريزات على التأثير الملطف للديمقراطية قال بأنه إذا سنحت الفرصة للحركات الإسلامية لأن تصبح شريكا كاملا فسوف تصبح مثل الأحزاب الديمقراطية المسيحية في أوروبا (سواء كانت محافظة أو ديمقراطية). وردا على سؤال عما إذا كان الإيمان بالقضاء والقدر في العقيدة الإسلامية مصدرا للضعف أم للقوة، رد حمزة مشيرا إلى أن الحركات الإسلامية تنتمي إلى عقائد متباينة من القدرية، فهذه القدرية لا تناسب وجهة نظر حزب الله بينما تؤمن حركة طالبان بالقدرية في حين أن تنظيم القاعدة ليس قدريا بالضرورة, وأضاف حميد أن “الحركات الإسلامية تخطط على المدى البعيد وذلك لأنها تؤمن بأن التاريخ في صفها”.

أما بخصوص دور المرأة، فقد قال حمزة أن المرأة هي “مركز الجاذبية” في الإطار الجديد للحركة الإسلامية، ففي كل من حزب الله وحماس تقوم المرأة بإدارة الجمعيات الخيرية ويقع على عاتقها مسؤولية التخطيط اللوجيستي. أما من ناحية انتشار الحركات السلفية في العالم العربي فقال حميد أنها تصبح أكثر قوة على أرض الواقع وبالتالي فعلى من يأملون في انتقال السلطة إلى التيار الإسلامي أن يأخذوا في اعتبارهم أن “البديل قد يكون أكثر سوءا”, وردا على سؤال بشأن النظرية والتطبيق، فقد أكد حمزة على الالتزام النظري للحركات الإسلامية بأفكار مثل حرية التعبير والديمقراطية إلا أن الشريعة الإسلامية تبقى أهم وفوق كل هذه الالتزامات الديمقراطية، وأكد على أنه بالرغم من أن الأساليب السياسية تتغير إلا أن مفهوم الشريعة ثابت، وبصورة لائقة لم يوافق كل من حميد وبريزات على هذا التقييم قائلين أنه ليس من العدل أن نحكم مسبقا على الحركات الإسلامية وعلى وعودهم بالديمقراطية إلى أن تحين لهم الفرصة لأن يحكموا.