Should the United States change its policies around Taiwan?

LIVE

Should the United States change its policies around Taiwan?

April

22
2020

10:00 pm AST - 11:00 pm AST

تداعيات فيروس كورونا المستجدّ على السلام والأمن في الشرق الأوسط

Wednesday, April 22, 2020

10:00 pm - 11:00 pm AST

ندوة عبر الإنترنت خريطة الموقع


نظّم مركز بروكنجز الدوحة ندوة عبر الإنترنت في 22 أبريل 2020 حول تداعيات فيروس كورونا المستجدّ على الأمن والسلام في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وقيّم المشاركون التداعيات القصيرة الأمد والطويلة الأمد للجائحة على المنطقة ككُلّ، مع التركيز على العراق وسوريا. وضمّت الجلسة التي أدارها رانج علاء الدين، زميل زائر في مركز بروكنجز الدوحة، مجموعة من الخبراء والمفكّرين المرموقين، منهم تانيا جيلي-خيلاني، مديرة مؤسسة “سيد” (SEED)؛ وفريدريك ويري، زميل أول في مؤسّسة كارنيغي للسلام الدولي؛ وغالب دالاي، زميل غير مقيم في مركز بروكنجز الدوحة. 

افتتح فريدريك ويري الندوة مستعرضاً تداعيات الجائحة على العالم العربي. فقال بدايةً إنّ فيروس كورونا المستجدّ سيؤثّر في اليمن وليبيا وسوريا بشدّة نظراً إلى أنظمة الرعاية الصحّية المتقهقرة لديها وغياب القيادة فيها. ويبرز خوفٌ أنّ يتمّ استعمال الأزمة الصحّية كسلاح في بلدان كهذه، إذ ستحتفظ الفصائل المتعارضة على الأرجح بالمساعدات الطبّية لداعميها. ثانياً، تستغلّ الأنظمة السلطوية الأزمة الصحّية لإحكام سيطرتها. علاوة على ذلك، ستواجه عدّة بلدان في منطقة الشرق وشمال أفريقيا صعوبات في إدارة تداعيات الجائحة الاقتصادية. ولن تتمكّن من طلب المساعدة من البلدان الخليجية التي تعاني انخفاضاً في أسعار النفط. كذلك، على المدى الطويل، يتوقّع ويري بروز ارتفاع في الحوكمة غير الرسمية وحوكمة ما دون الدولة، مع بدء الميليشيات بملء الفراغات في الحوكمة وتخلّي الدول العاجزة عن أدوارها لصالح الجهات الفاعلة ما دون الدولة. زدْ على ذلك أنّ الكثير من البلدان سبق أن طبّقت استجابة صحّية مُعسكَرة، ممّا يزيد من أرجحية أن يبرز تحوّلٌ أمني كبير في المستقبل. أخيراً، يبقى أثر فيروس كورونا المستجدّ في الحروب الإقليمية غير واضح. وعلى عكس الاعتقاد السائد، قد تعمد الدول إلى اتّخاذ المزيد من القرارات المتسرّعة لصرف النظر عن أوجه التقصير الداخلي.

وركّزت تانيا جيلي-خيلاني على تداعيات الجائحة على العراق. فقالت إنّ الأزمة الصحّية زعزعت البلاد بطرق متعدّدة. أولاً، وسّع فيروس كورونا المستجدّ الشرخ بين العراق وكردستان. فلم يعطِ العراقُ كردستان حصّتَه من عُدد الفحص واضطرّ الإقليم المستقلّ أن ينشد دعماً خارجياً. علاوة على ذلك، وضْعُ البلاد متقلقل أصلاً لأنّها لم تشكّل حكومة نهائية بعد، وتعمل القوى الدولية على التأثير في هذه العملية. وفي ما يخصّ التداعيات الجيوسياسية، شدّدت على أنّ انسحاب قوى التحالف بقيادة الولايات المتحدة يعطي المزيد من القوّة لإيران للتدخّل، وسيزيد هذا الأمر من عدم الاستقرار. ومنح انسحاب الولايات المتحدة المزيد من القوّة أيضاً لتنظيم الدولة الإسلامية الذي استغلّ الجائحة كفرصة لإعادة التجمّع وشنّ المزيد من الهجمات. أخيراً، يتفاقم الوضع الإنساني. فالعمّال باليوميّة غير قادرين على العمل في حالة الإغلاق وجعلت أسعار النفط المتهاودة الدولة غير قادرة على التخفيف من الويلات الاقتصادية. ووسْط مؤسّسات دولة ضعيفة، ستتدخّل الجهات الفاعلة غير الحكومية على الأرجح لتوزيع الطعام والدواء، فتزداد أهمّيتها على المدى الطويل.

وناقش غالب دالاي حالة سوريا وشدّد على أنّ أثر الجائحة سيزيد كلّما طالت. فالمنطقة تواجه أصلاً أزمة اقتصادية وانعدامَ أمن غذائي وشِحّاً مائياً. والإحباط الشعبي في تزايد ونظام الأسد يرسّخ الدولة الأمنية كوسيلة لإدارة تمرّد محتمل. علاوة على ذلك، لفت دالاي الانتباه إلى أنّ سوريا لم تسجّل سوى 39 إصابة بفيروس كورونا المستجدّ وثلاث وفيات. بيد أنّ هذه الأرقام المنخفضة دليلٌ على ضعف الدولة لأنها لم تجرِ فحوصات كافية للفيروس ولم تسجّل عدد الإصابات الفعلي. بالإضافة إلى ذلك، يستعمل النظام الجائحة كفرصة لتطبيع العلاقات مع الخليج. وأبدت الإمارات العربية المتحدة تجاوباً كبيراً إزاء هذا الأمر بسبب رغبتها الشاملة بإضعاف النفوذ التركي في المنطقة. أخيراً، حثّ دالاي المجتمع الدولي على حماية مخيّمات اللاجئين من الجائحة لأنّ مناطق كهذه عرضة بشكلٍ خاص لتفشّي الفيروس.

وفي جلسة الأسئلة والأجوبة اللاحقة، ركّز المشاركون على دور القوى الدولية والجهات الفاعلة ما دون الدولة في المنطقة. وشرح ويري أنّ الولايات المتحدة تبتعد عن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تبعاً لتوجّه الرئيس دونالد ترامب. وتكلّم دالاي على دور الصين وأعرب عن تشكيكه في أن تزيد تلك الدولة من حضورها. فقد تضرّرت صورة الصين بسبب سوء إدارة الفيروس في مراحله الأولى. أخيراً، شرحت جيلي-خيلاني أنّ الجهات الفاعلة ما دون الدولة ستكون قادرة على الحلول مكان بعض مؤسسات الدولة لأنها متحرّكة وقادرة على الوصول إلى المناطق الريفية المهمّشة.