October

17
2012

10:00 am EDT - 12:00 pm EDT

انتخابات الولايات المتحدة 2012: ما مستقبل علاقات الولايات المتحدة والشرق الأوسط وشمال أفريقيا؟

Wednesday, October 17, 2012

10:00 am - 12:00 pm EDT

مركز بروكنجز الدوحة، الدوحة، قطر


في 17 أكتوبر، استضاف مركز بروكنجز الدوحة مناقشة سياسات عبر مؤتمر مرئي حول الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة. ناقش المتحدثون من واشنطون والدوحة السياسات الخارجية للمرشحين تجاه الشرق الأوسط وكيف يمكن لهذه السياسات التأثير على علاقات الولايات المتحدة مع العالم العربي. شارك من واشنطون تمارا ويتس مديرة مركز سابان لسياسات الشرق الأوسط في معهد بروكنجز، ودانيال بلتكا نائبة رئيس الدراسات السياسية الخارجية والدفاعية في معهد أميركان إنتربرايز. وانضم إليهم من الدوحة غادة عويس مذيعة قناة الجزيرة باللغة العربية، وشادي حامد مدير الأبحاث في مركز بروكنجز الدوحة. أدار المناقشة سلمان شيخ مدير مركز بروكنجز الدوحة وحضرها أعضاء من المجتمعات الدبلوماسية والأكاديمية والخاصة بالأعمال والإعلام في قطر.

بدأت تمارا ويتس المناقشة بالتأكيد على عدم الأهمية النسبية لقضايا السياسة الخارجية في الانتخابات التي لا تزال تركز بصورة كبيرة على قضايا محلية. ومن خلال ملاحظتها للحالة السائدة في الولايات المتحدة التي “سئمت من الالتزامات الخارجية المكثفة”، قالت أنه من المرجح أن تحدد نتيجة التصويت “الوظائف والاقتصاد”.وأكدت أن الذي أدى إلى زيادة حدة النقاش حول السياسة الخارجية لم يكن تغير رغبات الناخبين، لكن انتهازية حملة رومني بعد الأحداث في بنغازي والقاهرة الشهر الماضي.

وذهبت ويتس إلى أن هناك اختلافات هامشية فقط بين مواقف السياسة الخارجية المحددة لباراك أوباما وميت رومني؛ رومني مستعد أكثر إلى استخدام تهديد إيران بالقوة العسكرية كما يزداد شكه في أي تقدم في عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين. كما أضافت أن الاختلاف الحقيقي يكمن فيما يروجه كل مرشح من أحداث تتعلق بدور الولايات المتحدة في الشرق الأوسط والعالم أجمع. فبينما يؤكد رومني أن فترة ضعف الولايات المتحدة أدت إلى زيادة الفوضى والغموض، ينكر أوباما أنه أظهر انعدام في اتخاذ القرارات، مشيرًا إلى نجاحه في ملاحقة القاعدة وتهدئة الحرب في العراق. قالت تمارا ويتس أنه بالرغم من يأس المتواجدين بالمنطقة من أن واقع سياستهم تضمن ما يرونه أجندات ساخرة أنانية، إلا أنه من الأهمية بمكان ملاحظة أن الأمريكان يعانون من خيبة الأمل أيضًا عندما أصبحت الأحداث في الولايات المتحدة بمثابة “كرة قدم سياسية” في العالم العربي. وأشارت إلى الفيلم المسيء الحالي الذي أنتج في كاليفورنيا وتأثيره “المخيب للآمال.”

وأكدت غادة عويس أن الولايات المتحدة فشلت في أن تنهض بمسؤولياتها في الشرق الأوسط، حيث أصبحت قوتها بلا معنى. وقالت أن فشل واشنطن في التصرف، خصوصًا في سوريا، كان بشكل جزئي نتيجة لتاريخ التزامات الولايات المتحدة في المنطقة وخيبة الآمال المستمرة. وذكرت انعدام التقدم في عملية السلام بين إسرائيل وفلسطين وكارثة حرب العراق وحقيقة أنه حتى بعد التدخل لدعم ثوار ليبيا، ظلت مكافحة الولاء للولايات المتحدة الأمريكية سائدة هناك. وأكدت غادة عويس أن المشكلة الحقيقية تمثلت في أن الولايات المتحدة الأمريكية جعلت الأولوية بصورة مستمرة لمصالحها فوق قيمها، كما أفسد سياستها تجاه المنطقة ازدواجية المعايير والنفاق. وأشارت غادة عويس إلى اعتناق واشنطون الحالي للإسلاميين الذين حالفهم النجاح خلال الربيع العربي، مقارنةً ذلك برفضها لحكومة الحماس المنتخبة بشكل ديمقراطي عام 2006. كما أضافت غادة عويس أن الرئيس القادم للولايات المتحدة يجب أن يحقق إصلاحًا شاملاً بنجاح في السياسة الخارجية تجاه العالم العربي الذي وعد به أوباما في 2008 ولكن لم يحققه.

اتفقت دانيال بلتكا مع تمارا ويتس حول عدم اكتراث الولايات المتحدة بالسياسة الخارجية، فالأمن القومي هو القضية التاسعة الأكثر أهمية للمواطنين الأمريكيين اليوم، وفقًا لاستطلاع رأي حديث أجرته سي إن إن. وأكدت دانيال بلتكا أن افتقار المناقشة حول السياسة الخارجية – الذي وصفته بانه “اتهامي أو معلن” بالتبادل – مرتبط بصورة وثيقة بعدم استعداد أوباما للتحدث حولها وافتقار رومني إلى تجربة التعامل معها. وكانت النتيجة على حد قولها “أننا جميعًا نفتقر إلى المعلومات.” وأشارت دانيال بلتكا إلى “الافتقار إلى التفاصيل” الخاصة بكل مرشح فيما يتعلق برؤيته للسياسة الخارجية ووافقت على أنه قليل ما يميزهم في هذا الصدد. وأضافت أنه خلال نقده “ضعف” أوباما، كان يبدو رومني أنه يعد بنهج أكثر “مشاركةً”، بالرغم من أنه لم يكن واضحًا ما يعنيه هذا عمليًا. أكدت دانيال بلتكا أن هناك مزيدًا من الرغبة بين العرب لتدخل الولايات المتحدة في المنطقة، على سبيل المثال في دعم الثوار السوريين أو المساعد على حل المسألة الفلسطينية. وقالت أن تأكيد أوباما على الانسحاب من العراق والاتجاه إلى أسيا أشار إلى رسالة قاسية، وهي أن الشرق الأوسط أصبح “أمر من المرتبة الثانية” ندير له ظهورنا. وشددت دانيال بلتكا على أن الثورات في العالم العربي والتحديات التي تمثلها تستدعي سياسة أكثر فعالية تجاه المنطقة.

بدأ شادي حامد بالتساؤل حول الاستجابة السلبية لخطاب رومني في 8 أكتوبر حول السياسة الخارجية من خلال وصفه بأنه “ضحل” وغير واضح. وقال بالرغم من أنه كرر “الأفكار المبتذلة للمحافظين الجدد” حول “انعدام الثقة والوضوح واتخاذ القرارات” عند أوباما، ألا إن الخطاب يقدم رسالة سياسة خارجية متماسكة. وأكد حامد أن السبب يرجع بشكل جزئي إلى صحة بعض الأشياء التي أكدها رومني. وقال أنه حتى في العالم العربي يُنظر إلى أوباما كثيرًا على أنه “ضعيف وعاجز إلى حد ما.” وعمومًا هناك شعور بأن الإدارة الحالية “تخلت عن دورها الريادي” خلال رغبتها في تقليل سيطرة الولايات المتحدة في المنطقة. أشار حامد إلى أن فشل أوباما في فرض تجميد الاستيطان على إسرائيل في 2011 وقبوله حرب المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصري على “المنظمات الأهلية” تعتبر أمثلة للأحداث التي زادت هذا الشعور بضعف الولايات المتحدة.

وقال حامد أن فشل آخر يتمثل في التفكك العام لاستجابة أوباما للربيع العربي. فبالرغم من وجود تحركات إيجابية في بعض الدول لدعم التحولات الديمقراطية، كان الأمر في دول أخرى يتوقف على “المصلحة كالعادة.” وأضاف أن الولايات المتحدة اليوم في موقف خطير حيث يشعر المستبدون من حكام العرب والثوار العرب أن واشنطن تخلت عنهم. وأكد حامد أنه بالرغم من جهود صانعي السياسات، يظل ما ترمز إليه الولايات المتحدة في المنطقة بالضبط أمرًا غامضًا. وذهب حامد إلى أن هذه الفجوة بين سياسات الولايات المتحدة وكيفية إدراكها في المنطقة، يمكن تفسيرها بشكل جزئي على أنه “مسألة ثقة.” وأشار حامد إلى أنه بالرغم من طمأنة أوباما كثيرًا لحلفاء الولايات المتحدة في إسرائيل أو الخليج، ألا إنهم استمروا في عدم الثقة فيه. وأكد أن سبب ذلك يرجع بشكل جزئي إلى الفشل في “إنشاء علاقات موضع ثقة مع القادة الرئيسيين” في منطقة تقوم السياسة فيها “على العلاقات الشخصية.”

وبعد عرض كل من المشاركين لوجهة نظره، أتيحت الفرصة لطرح الأسئلة. تلقى عبد الباسط سيدا، رئيس المجلس الوطني السوري، دعوة للتحدث. وجه نقدًا شديدًا إلى استجابة الولايات المتحدة بشأن الأزمة السورية، فقال أنها “لم تكن من المستوى الذي نأمله.” وتساءل عن تصريح واشنطن بأن استخدام النظام للأسلحة الكيميائية يُعد خطًا أحمر. كما تساءل سيدا “هل هذا يعني أن استخدام جميع الأسلحة الأخرى مقبول؟” حيث ذكر استخدام القنابل العنقودية وأسطوانات ثالث نترات التولوين لاستهداف المدنيين بدون تمييز.

وسأل أحد الحضور حول إمكانية وجود فرصة كبيرة لاتخاذ إجراء مؤيد من الحزبين في الكونجرس بعد الانتخابات الرئيسية. وردت تمارا ويتس حيث أشارت إلى أن المناقشة حول السياسة الخارجية ليست منقسمة بين الديمقراطيين والجمهوريين فحسب بل أيضًا بصورة أكبر بين “مؤيدي العلاقات الدولية” ومن يركزون على القضايا المحلية. وداخل كل حزب يوجد من يرى أن الولايات المتحدة “لا يمكن أن تهرب من العالم لذا ينبغي أن تقوده.” وفي غضون ذلك يوجد تجمع شديد في الكونجرس يركز على سد العجز ويبدي شكوكه في المساعدة الخارجية، وسيظل هذا صحيحًا. كما قالت أنه من الجدير ملاحظة أن تعقد النقاش حول نهج الولايات المتحدة الذي يؤيد بصورة أكبر التدخل في شؤون دول أخرى انعكس تمامًا في العالم العربي.