March

15
2018

1:00 am AST - 2:30 am AST

الوضع السياسي في المغرب العربي: استمرارية أم تغيير؟

Thursday, March 15, 2018

1:00 am - 2:30 am AST

قاعة الوجبة

فندق إنتركونتيننتال الدوحة (بجانب كتارا)
الدوحة, DC

نظّم مركز بروكنجز ندوةً في 14 مارس 2018 لمناقشة القضايا الاجتماعية والاقتصاديّة والسياسية الجارية في المغرب العربي. وسلّطت هذه الندوة الضوء على الجزائر والمغرب وتونس، أمّا ليبيا فستُعقد ندوة أُخرى منفصلة لمناقشتها. وتحدّث المشاركون عن التطوّرات الأساسيّة في الحوكمة والتحدّيات الاجتماعية الاقتصاديّة والسياسات الإسلامية ودور “الدولة العميقة” في هذه البلدان منذ الثورات العربية في عامي 2010 و2011.

وتضمّنت المناقشة آمال بوبكر، زميلة بحوث في كلية الدراسات العليا للعلوم الاجتماعية وإيكول نورمال سوبيريور في باريس؛ ومعاطي منجب، أستاذ الدراسات الأفريقية والتاريخ السياسي في جامعة الرباط؛ والعربي صديقي، أستاذ في العلاقات الدولية في جامعة قطر. وأدارَ الندوة، التي حضرها لفيف من الشخصيات الدبلوماسية والأكاديمية والإعلامية في قطر، عادل عبد الغفار، زميل في مركز بروكنجز الدوحة.

افتتح عبد الغفار المناقشة بطرح سؤال أساسي: بعد مرور سبع سنوات على الثورات العربية، لا تزال الجزائر والمغرب وتونس تواجه التحديات عينها في تهميش الشباب، ومعدلات البطالة المرتفعة، والحوكمة الضعيفة. فلماذا أخفقت هذه الدول في تلبية مطالب احتجاجات العام 2011؟

بدأ منجب بمقدّمة حول الوضع في المغرب وأهمية التاريخ السياسي. فوصف مختلف محطات الانفتاحات السياسية وفترات الاضطهاد للتشديد على مشكلة الحوكمة الأساسية. وقال إنّ في حين تُعدّ المغرب أحد الأنظمة الأكثر انفتاحاً في منطقة الشرق الأوسط شمال أفريقيا، ثمة فرق واضح بين الواقع داخل المغرب والرؤية من الخارج.

ثمّ علّق على المثال الأخير عن رئيس الوزراء السابق عبد الإله بنكيران وحزب العدالة والتنمية، الحزب الإسلامي الذي يترأس الائتلاف الحاكم في البلاد. ففي انتخابات عام 2016، فاز حزب العدالة والتنمية، غير أنّ النخبة السياسية عارضت زعيمه، بنكيران، عندما حاول تشكيل ائتلاف حاكم. وبالتالي، قدّم استقالته. أي، فيما تحافظ المملكة المغربية على مشهد سياسيّ حيويّ، بما فيه البرلمان وأحزاب سياسية مختلفة ومجتمع مدنيّ نشيط جدّاً، يفشل رئيس الوزراء في الحكم، لأنّ السلطة المطلقة لا تزال في قبضة العاهل المغربي الملك محمد السادس. وختم منجب تعليقاته مسلّطاً الضوء على الطبيعة الاجتماعية والاقتصادية للاحتجاجات الراهنة في المغرب، خاصّة تلك التي تحصل في المناطق الشمالية المهمّشة للبلاد.

أمّا آمال بوبكر، فسلّطت الضوء على سياسية الانتظار في الجزائر. إذ كل من النظام والمجتمع المدني في انتظار تغيير ما، لكنّهما يجهلان متى سيحصل وكيف. فوصفت مساراً تاريخياً حافلاً بالثورات والأزمات وعودة النخبة. فتبقى ثورة عام 1988 الفاشلة علامةً فارقةً في التاريخ الحديث. والنظام قادر على الصمود بعد أن استلم الرئيس بوتفليقة مقاليدَ الحكم واعداً بتحقيق السلام وسط تداعيات أزمة كبيرة في التسعينيات.

وشدّدت على تحديات بناء المؤسّسة والاحتجاجات التي تتطلّب تعزيز الحصول على الموارد بدلاً من الثورات. فعلّقت على الدور المهم الذي يؤدّيه الجيش، وأزمة الخليفة، وخيبة الأمل التي تحيط الانتخابات. ولا يزال الرئيس بوتفليقة في الحكم منذ العام 1999، وارتكز نظامه على سياسات المصالحة بدلاً من أسس شفافّة وشرعيّة. صوّت الشعب بنعم من أجل السلام في الجزائر. غير أنّ شروط السلام صبّت في مصلحة الجيش. وقد سمحت المصالحة للجيش بالصمود.

وبحسب بوبكر، لقد خلق ريعُ الموارد المزيد من أعمال الشغب والمطالب منذ عامي 2010 و2011. كلّما قدّمت للناس، طالبوا بالمزيد، وكلّما طالبوا بالمزيد، زادت خيبة الأمل. والجزائر هي البلد الذي يبيّن إلى أي مدى لم يتم القضاء على المعارضة الاجتماعية؛ إذ انتقلت إلى قنوات غير رسمية ليس إلا. وهناك معارضة وتنافساً عاليان بين شبكات العملاء. وتقوم احتجاجات اجتماعيّة أساسية للمطالبة بخدمات السكن والكهرباء بشكل منتظم.

وافترض العربي صديقي الحاجة إلى إعادة النظر في المناهج المعتمدة لمناقشة الوضع في المغرب. فاقترح فكرة إرساء الديموقراطية أو اعتماد نموذج الاحتجاج الاجتماعيّ، لكنّه قال إنّها تمثّل أطر ميّـتة وجزئيّة. وفي ما يتعلّق بتونس، وصفها ب”المزيج” بين الجزائر والمغرب. إذ يعتقد أنّ إحدى أهم ميّزات تونس هو طريقة عملها كمجتمعين منفصلين، والمجتمع الآخر مرسّخ في الهوامش. بالنسبة له، القليل من الفوضى قد يساعد تونس، لأنه يمكنها أن تشكّل حافزًا في بناء دولة. وشدّد، كباقي المتحدّثين، على مسألة الحوكمة، وخاصّة الشق النفسي وراءها. أمّا تونس فتقع بين التجربة والخطأ. ووصف صديقي دورَ حركة نداء تونس، الحزب الحاكم الحالي، وحركة النهضة، الحزب الإسلامي. وأشار إلى أنّ النهضة لم تعد تعمل كقوّة معارضة لكي تدعم الدولة الحاكمة، ووصف ما يعتبره ـ”هوس الانتخابات”. وأضاف قائلاً إنّ النهضة لا تزال أحد الأحزاب الأكثر تنظيماً، فيما تحاول مجموعات من اليمين واليسار على الساحة السياسيّة تهميشها. وبرأيه، قد تخطىء النهضة إن راهنت على السلطة. وعلٌّق على حركة الاحتجاج وافتقارها للشباب. وأخيراً، ختم بطرح بضعة أسئلة حول القطاع غير الرسمي في المنطقة ومدى اهتمام الشباب به.

وفي ما يخصّ السياسة الخارجيّة، أجمع المتحدّثون الثلاث على أنّ البلدان الثلاثة حاولت البقاء على الحياد إلى حدٍّ ما حيال الأزمة الخليجيّة وحافظت على سياسة خارجية قائمة على تجنّب المخاطر. وتواصل الجزائر في التشديد على قاعدة عدم التدخّل، وتحافظ تونس على ميولها إلى تجنّب الصراعات الإقليميّة، بيد أنّها قلقة في ما يخصّ تهريب الأسلحة من ليبيا، أمّا المغرب فتنتقل إلى التأثير السياسي والاقتصاديّ في أفريقيا.