What’s at stake in the 2024 election: Federal debt and the implications for government spending and programs

LIVE

What’s at stake in the 2024 election: Federal debt and the implications for government spending and programs

February

27
2020

1:00 am AST - 2:30 am AST

جيوسياسات البحر الأحمر المتغيّرة: تنافسٌ خليجيٌّ وسباقٌ عالميٌّ

Thursday, February 27, 2020

1:00 am - 2:30 am AST

فندق انتركونتيننتال الدوحة
قاعة الوجبة

بجانب كتارا
الدوحة - قطر, DC

 

نظّم مركز بروكنجز الدوحة ندوة في 26 فبراير 2020 حول الجيوسياسات المتغيّرة للبحر الأحمر قيّمت الفرص والمخاطر التي تشكّلها الدول الإقليمية الخصمة الإقليمية ومنافسات القوى العظمى في المنطقة. وشارك في الندوة مجموعة من المفكّرين والخبراء المرموقين، من ضمنهم زاك فيرتين، زميل زائر في مركز بروكنجز الدوحة؛ ورشيد عبدي، باحث ومحلّل في شؤون القرن الأفريقي والخليج؛ وخالد الجابر، مدير مركز مينا للدراسات. وأدار أفياري علمي، أستاذ مشارك في الدراسات الأمنية في برنامج دراسات الخليج في جامعة قطر، الندوة التي حضرها لفيف من الأوساط الدبلوماسية والأكاديمية والإعلامية في الدوحة.

افتتح زاك فيرتين النقاش عبر الإشارة إلى بروز ازدياد غير مسبوق في الانخراط الخليجي في القرن الأفريقي في السنوات الأخيرة الماضية. وتحدّت هذه الدينامية عبر الإقليمية الجديدة حدود منطقتَين كانتا تُعتَبران منفصلتَين، على الرغم من أنّ البحر الأحمر يجمع بينهما. ويقول فيرتين إنّ عنوان هذه الدينامية الجديدة هو التفاوت، مع انخراط دول خليجية أصغر حجماً وأكثر ثراء في دول أفريقية أكبر حجماً وأكثر فقراً. وأوضح أنّه على الرغم من بروز فرصة هائلة للتكامل السياسي والاقتصادي في منطقة البحر الأحمر، تبرز أيضاً مخاطر كبيرة.

وللإجابة عن الأسباب التي جعلت الخليج يزيد من انخراطه في القرن الأفريقي، حدّد فيرتين عدداً من الدوافع الأساسية، من بينها الرغبة في كسب النفوذ الخارجي والحرص على أمن النظام وتعزيز مكافحة الإرهاب ورسم معالم التجارية البحرية. وأضاف أنّه تم تصدير الأزمة الخليجية إلى القرن الأفريقي وأدّى ذلك إلى تداعيات مزعزِعة كبيرة. وناقش فيرتين أيضاً المسائل التي على الأرجح سترسم معالم جيوسياسات البحر الأحمر من الآن فصاعداً، من ضمنها الحرب في اليمن والانتخابات المقبلة في الصومال وعمليات الانتقال السياسي في السودان وأثيوبيا وتوتّرات الدول الخليجية في ما بينها ومع إيران ومفاوضات مياه نهر النيل. أخيراً، دعا فيرتين إلى إقامة منتدى للبحر الأحمر يتمكّن من خلاله اللاعبون الإقليميون المعنيّون من التلاقي لمناقشة التحديات.

وتابع رشيد عبدي النقاش عبر لفت الانتباه إلى أنّ القرن الأفريقي منطقة لطالما كانت عرضة للصراعات، بالإضافة إلى أنّها تواجه واحدة من أضخم موجات الهجرة في العالم ونمطاً من عمليات الانتقال السياسي لا يبدو أنّ له نهاية. وأضاف أنّ أثر الأزمة الخليجية كان حاداً في أرجاء القرن الأفريقي لأسباب مختلفة. فللصومال مثلاً تاريخٌ طويل من الانخراط مع الخليج وفيها طبقة سياسية ذات صلات وثيقة مع العالم العربي. بناء على ذلك، أرغمت الأزمة الخليجية النخبةَ السياسية في الصومال على الاختيار بين القطريين والإماراتيين، ممّا أدّى إلى شروخ كبيرة.

وقال عبدي إنّ الدول الخليجية تستثمر في القرن الأفريقي بشكل جزئي لتتنافس في ما بينها سياسياً واقتصادياً وعسكرياً. وسلّط الضوء على أنّ الكثير من الوقائع الجيوسياسية في الخليج تنبع من الوعي حيال مستقبل ما بعد النفط، إذ تريد هذه الدول الاستفادة من الأموال التي بحوزتها الآن للاستثمار استراتيجياً في القرن الأفريقي. فأثيوبيا مثلاً تتمتّع ببعض أغنى الموارد المائية في المنطقة. وقال عبدي أيضاً إنّ لاهتمام الخليج بالقرن الأفريقي إمكانيةَ إفراز نتائج إيجابية، مشيراً إلى الجهود القطرية للتوصّل إلى تسوية بين الصومال وكينيا والجهود السعودية الإماراتية لعقد سلام بين أريتريا وأثيوبيا.

وحوّل خالد الجابر تركيز النقاش إلى المسائل الدينية والأيديولوجية التي ترسم معالم منطقة البحر الأحمر، لافتاً الانتباه إلى الازدياد في الصراع السنّي الشيعي وبروز التطرّف. وناقش الجابر كيف قسّمت الأزمة الخليجية الدول في القرن الأفريقي. فتؤيّد أريتريا وجيبوتي مثلاً جهتَين متعارضتين في الحصار المفروض. وأضاف أنّه في الوقت الذي تُشرَط المساعدات الغربية بتطبيق إصلاحات ديمقراطية و/أو سوقية، تُشرط المساعدة الخليجية بالولاء. وعلّق الجابر أيضاً على الطريقة التي ترسم فيها الولاءات الخليجية المتعارضة معالم التغطية الإعلامية لدول القرن الأفريقي، مشيراً إلى الاختلافات بين الطريقة التي غطّت فيها قناة الجزيرة القطرية وسكاي نيوز العربية الإماراتية الانتفاضة الأخيرة في السودان. وختم أنّ الانخراط الخليجي في القرن الأفريقي ترسم معالمه أيضاً مجموعة أوسع من تدخّلات القوى المتوسّطة، ولا سيّما من دول مثل إيران وتركيا، اللتين تعتبرهما الدول الخليجية تهديداً لها.

وفي جلسة الأسئلة والأجوبة، ركّز المشاركون على احتمالات السلام في القرن الأفريقي ودور القوى العظمى في منطقة البحر الأحمر. وشكّك عبدي في استدامة السلام الذي تمّ التوصّل إليه بين أثيوبيا وأريتريا في العام 2018. ولفت فيرتين الانتباه إلى أنّ اتفاق السلام كان سببه الفعلي كلّه تقريباً السياسات الأثيوبية الداخلية وليس الدول الخليجية. وناقش فيرتين أيضاً العلاقة بين الدول الخليجية والصين في القرن الأفريقي، مطلقاً عليه اسم “تنارك” (أي ما بين التنافس والتشارك)، وقال إنّ الجهتَين لا تزالان تجسّان الواحدة نبض الأخرى. وقال عبدي إنّ للدول الخليجية مشاكلَ مهمّة مع نموذج الانخراط الصيني. ووافقه الجابر الرأي، مضيفاً أنّ للدول الخليجية مشكلةً مع طريقة تعامل الصين مع المسلمين. وناقش فيرتين أيضاً اهتمام أوروبا بالمنطقة، وعزا ذلك إلى مشاكل الهجرة وحجم السوق في القرن الأفريقي، واهتمامَ الولايات المتحدة بها، وعزاه إلى التجارة الحرّة ومخاوف مرتبطة بالصراعات.