April

30
2017

10:00 pm AST - 11:30 pm AST

ترامب في أول 100 يوم في سدة الرئاسة

Sunday, April 30, 2017

10:00 pm - 11:30 pm AST

قاعة الإستقبال في مبنى الإدارة

جامعة قطر
الدوحة, DC

نظّم مركز بروكنجز الدوحة ندوة في 30 أبريل 2017 لمناقشة الأيام المئة الأولى لرئاسة دونالد ترامب. شارك في الندوة جون هوداك، نائب مدير مركز الإدارة العامة الفعالة في معهد بروكنجز؛ وعبدالله باعبود، مدير مركز دراسات الخليج بجامعة قطر؛ وعادل عبدالغفار، زميل زائر في مركز بروكنجز الدوحة. أدار الجلسة شفيق الغبرا، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت وحضرها لفيف من الأوساط الدبلوماسية والأكاديمية والإعلامية في دولة قطر.

استهلّ هوداك حديثه قائلاً إنّ الأيام المئة الأولى لإدارة ترامب قد ضربت عرض الحائط بالكثير من التدريب الذي تلقاه في العلوم السياسية، إذ كانت معقدة جداً، وغاب التركيز في العديد من مجالات السياسة. ويرجع ذلك جزئياً إلى أن ترامب على الأرجح لم يتوقع أن يفوز، وبالتالي، افتقرت إلى الجدية حول كيفية البدء. بالإضافة إلى ذلك، لقد اعتمد ترامب على الموالين له، على غرار أفراد أسرته، بدلاً من الخبراء. وأضاف أنّ افتقار هؤلاء الموالين الكامل للخبرة السياسية يعزّز نقاط ضعف ترامب، ولا يخفّفها. ووصف هوداك تشكيل فريق ترامب بسوء تصرف سياسي وبأنه يشكّل عقبة أمام ترامب في تنفيذه أجندته.

وقال هوداك إنّ ذلك يتزامن مع عدم انجاز ترامب الكثير في الأيام المئة الأولى له في السلطة. والأهم من ذلك هو أنّ المحاكم قد أوقفت محاولاته لفرض حظر على الهجرة من بعض الدول ذات الأغلبية المسلمة، كما وأنّ ترامب والكونغرس لم يتمكّنا من الاتفاق على سياسة جديدة للرعاية الصحية. وقال هوداك إن أراد ترامب إحداث تغيير جذري، كما وعد وكما يتوقع ناخبوه، فلا بد أن يستبدل الكثير من مستشاريه بأشخاص يتمتّعون بالخبرة اللازمة وأن يعيّن المزيد من المسؤولين رفيعي المستوى. وعندما سأل الغبرا عن المقاومة، قال هوداك إنّ استخفاف ترامب بالقيم الديمقراطية قد أثار العديد من المظاهرات السلمية والمسيرات الاحتجاجية في واشنطن وغيرها من الولايات.

وأشار باعبود إلى أنه في حين فوجئ الخليج أيضاً بفوز ترامب، كان بعض قادة دول مجلس التعاون الخليجي قد استثمروا كثيراً في علاقاتهم معه. وقال إنّ الكثيرين في الخليج يرون أنّ نظرة ترامب تختلف تماماً عن نظرة أوباما الذي كان يختلف معهم في بعض وجهات نظرهم. بيد أنّ مواقف ترامب المتناقضة قد طرحت العديد من الأسئلة والأجوبة حتى اليوم. وأوضح باعبود أنّه في ما يتعلّق بالخليج، يبدو أنّ ترامب يعتمد مقاربة أشدّ تجاه إيران، إلا أنّ معنى ذلك لا يزال غير واضح. أما بشكل عام، فقد قال الرئيس الأمريكي إنه يريد أن تكون الولايات المتحدة أقل انخراطاً في شؤون المنطقة، إلا أنّه شن ضربات في سوريا واليمن على حد سواء.

وقدّم باعبود تعارض تصريحات ترامب الداعمة للخليج مع مطالبته بأن تدفع دول الخليج ثمن هذا الدعم. وأضاف أن قادة الخليج يعتبرون أن ترامب هو قائد إداري، وهم مرتاحون لذلك، لأنهم معتادون على دفع ثمن أمنهم. كما أنهم يرحّبون بعدم اهتمام ترامب الواضح بوضع شروط على مبيعات الأسلحة أو تعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان. وخلص باعبود إلى أن شعوب المنطقة سعداء بما يفعله ترامب بشأن إيران وسوريا وداعش، إلا أنهم قلقون من تصريحاته بشأن المستوطنات الإسرائيلية وحل الدولتين.

من جانبه، شدّد عبدالغفار على ثلاثة عوامل. أولاً، يهتمّ ترامب بالمظاهر أكثر من أي سياسي آخر. ثانياً، يجاهد ترامب ليوازن بين القوة الناعمة والخشنة. وقال عبدالغفار إن الولايات المتحدة قد مالت إلى استحصال المزيد من استخدام القوة الناعمة مع مرور الوقت، بيد أنّ ميزانية ترامب المقترحة تميل نحو القوة الخشنة. ثالثاً، لقد اعتمد ترامب علناً دبلوماسية القيادة الإدارية، علماً أنها معتمدة دائماً ولكن عادة ما تكون وراء الكواليس. ووافق عبدالغفار على أنّ ذلك مناسب تماماً للتعامل مع الخليج.

وعندما سُئِل عبدالغفار عن سياسة ترامب تجاه مصر، أوضح أنّ استئناف العلاقة كان سهلاً كما كان من السهل عكس الفتور الذي هيمن على العلاقة بين الدولتين في عهد أوباما عقب الانقلاب. وأضاف أنّ المصريين يعتبرون ترامب ودوداً مع مصر، وقد اختاروا تجاهل أشياء مثل الحظر الذي فرضه على سفر المسلمين، ولكن من الممكن أن يترتّب على خفض المعونات تأثير سلبي. أما في الشأن الليبي، أضاف عبدالغفار أنّ ترامب قد قال إنه لا يرى أي دور تؤدّيه الولايات المتحدة هناك، على الرغم من إصرار إيطاليا على ذلك.

وتعقيباً على ذلك، قال هوداك إنّ قادة العالم، وبخاصةٍ الأقوياء منهم، معجبون بأنّ ترامب يأخذ مواقف قوية وواضحة بعد نهج أوباما المتعمد. وأضاف هوداك أنّ ترامب يتكلّم أولاً ويفهم ما يقوله لاحقاً، كما رأينا عندما اقترح نقل السفارة الأمريكية في إسرائيل ومشروع قانون الرعاية الصحية. وذلك يخلق فرقاً كبيراً بين ما يُقال وما يحدث، الأمر الذي لن يعجب القادة الأجانب في المستقبل. هذا وأشار هوداك إلى رغبة ترامب فى تعزيز الإنفاق على الدفاع، بيد أنّه حذّر من أن ترك وزارة الخارجية تعاني نقصاً سيضعف أهدافه ويفسح المجال أمام الدول الأخرى لملء الفراغ الدبلوماسي الناتج عن ذلك. وقال إنّه من حسن حظ الولايات المتحدة أنّ الجنرالات الذين عيّنهم ترامب قد فهموا ذلك، ويبدو أنّهم يتمتّعون بالكثير من النفوذ.

وتابع هوداك واصفاً الجدار الذي اقترحه ترامب بأنه “دلالة على الجهل” الذي بيّن عدم فهم ترامب لتداعيات السياسة. ومن ناحية أخرى، قال عبدالغفار إنّ انتخاب ترامب ودعمه هو جزء من العودة العالمية للقومية العرقية والشعبوية. وأضاف أنّ الناس سئموا من سياسيي المؤسسات، ويجدون أنّه من السهل لوم المهاجرين على المشاكل الاقتصادية. ووافقه باعبود، مشيراً إلى أنها ليست المرة الأولى التي تتبنى فيها الولايات المتحدة سياسات انعزالية.

وردّ هوداك على أسئلة أخرى طرحها الغبرا قائلاً إنه بالنظر إلى صعوبة ربط الأزمات الدولية برفاه الأفراد بشكلٍ مباشرٍ، من الممكن ألا يعاني ترامب على المستوى السياسي بسبب أخطاء في السياسة الخارجية. وقال إن الجمهوريين سيخسرون بالتأكيد مقاعد في مجلس النواب الأمريكي في انتخابات العام 2018 وأنّ استطلاعات الرأي الحالية تظهر تراجعاً كبيراً في شعبيتهم. وتابع عبدالغفار قائلاً إنه صحيح أنّ العديد من ناخبي ترامب مهتمّون بالأمور المعيشية وأنه من غير المحتمل أن يغيّروا وجهات نظرهم، إلا أنّ البعض سيعيدون النظر بقراراتهم، ومن المحتمل أن يكون ذلك لصالح الديمقراطيين. بالإضافة إلى ذلك، حذّر باعبود من أنّ ترامب يمكن أن يفاجئ الجميع، خاصة وأنه براغماتي ومستعد لتغيير رأيه.

ورداً على أسئلة من الجمهور، قال عبدالغفار إن الهدف الأساسي من الضربات الجوية التي شنّها ترامب على سوريا هو لصرف النظر عن الانتقادات وعدد الأصوات الذي حصل عليه في الانتخابات، والأمر سيّان بالنسبة لمزاعمه بالتنصت وغيرها من التغريدات التي يرسلها في وقتٍ مبكر من النهار. ووافق هوداك على وصف الضربات بردة فعل، ولكنّه قال إنه على الرغم من أنها لاقت استحساناً، لكنها لم تزيد حجم قبول الشعب بترامب. وأضاف أن مسألة التنصت هي أفضل مثال على أنّ ترامب يتكلّم أولاً ويفهم ما يقوله لاحقاً، لأنه حتى ولو كان الادعاء صحيحاً، فذلك يعني أنّ الحكومة قد قررت أنه من الضروري التحقيق معه. وفي الشأن الإيراني، وافق باعبود على أنّ ترامب سينصع في نهاية المطاف إلى وجهة نظر أوباما، بحجة أن إيران مهمة جداً لا يمكن إهمالها وأن على الأرجح لن يكون عزلها فعّالاً. إلا أنّه أعرب عن قلقه إزاء الخطر الحقيقي لأي تصعيد عرضي قد يحدث.