March

21
2019

1:00 am AST - 2:30 am AST

دروس مستخلصة من كأس آسيا 2019: الرياضة والعولمة والسياسة في العالم العربي

Thursday, March 21, 2019

1:00 am - 2:30 am AST

فندق انتركونتيننتال
بجانب كتارا، قاعة الوجبة


الدوحة, DC

نظّم مركز بروكنجز الدوحة في 20 مارس 2019، ندوة لمناقشة الرياضة والعولمة والسياسات في العالم العربي. أدى فوز قطر التاريخي بكأس آسيا للعام 2019 إلى حوار بنّاء حول دور الرياضة كآلية أساسية لبناء الأمم والتكامل الدولي والتأثير العالمي. وألقى الضوء على الدور الذي يمكن أن تؤديه الفعاليات الرياضية الكبرى، بما في ذلك كأس العالم 2022، لتشجيع الحس الوطني والتكامل الإقليمي، لا سيما في خلال هذه الأوقات المضطربة.

شارك في الندوة مجموعة من الباحثين والخبراء في مجال الرياضة المتميزين، بمن فيهم أحمد أ. العمادي، عميد كلية التربية بجامعة قطر؛ جيمس م. دورسي، زميل أول في كلية راجاراتنام للدراسات الدولية في جامعة “نانيانغ” التكنولوجية في سنغافورة؛ ومحفوظ عمارة، مدير برنامج علوم الرياضة بجامعة قطر. أدارت الجلسة جوانا جاسيوروفسكا مذيعة أخبار رياضية أولى في قناة الجزيرة الإنكليزية. وحضر الندوة لفيف من الشخصيات الدبلوماسية والأكاديمية والإعلامية في الدوحة.

ناقشت الندوة حالة السياسات الإقليمية في العالم العربي وأيضاً التغطية الإعلامية عبر الوسائل التقليدية ووسائل التواصل الاجتماعي لكأس آسيا 2019. وبدا واضحاً أن الأزمة الخليجية التي اندلعت في العام 2017 قد أرخت بثقلٍ كبيرٍ على كأس آسيا بنسخته السابعة عشرة لعام 2019. فقد تخطّت التغطية الإعلامية والردود العامة على فوز قطر التاريخي الساحةَ الرياضية في مجلس التعاون الخليجي والمنطقة ككل، مما شكّل فرصةً فريدةً لقياس المشاعر الوطنية والسياسات الإقليمية في العالم العربي اليوم.

سألت غازياروسكا المتحدثين أسئلة عديدة ركزت على أهمية الرياضة في تشكيل الهوية الوطنية وتعزيز التكامل الدولي، وكذلك عن أثر فوز قطر في كأس آسيا لكرة القدم 2019 على شعور العامة والسياسات في دول مجلس التعاون الخليجي والمنطقة العربية الأوسع.

وأشار دورسي إلى أنّ كرة القدم، كرياضة، استُخدِمت للتأثير في هويات الأمم السياسية وتشكيلها. وافترض أنّ كرة القدم، بجوهرها، رياضة قمعية وقبلية، تركز على قهر الآخر. إلا أنه شرح أنّ كرة القدم يمكن أن تبني جسوراً في حال استغلها قادة سياسيون ورياضيون مطلعون. وفي ما يتعلق بكأس العالم 2022 الذي تستضيفه قطر، فقد أكد أنه زاد من معدل التوتر بين دول الخليج، أكثر مما خفف من الأزمة. وبحسب دورسي، فإنّ المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر التي فرضت الحصار كانت حريصة ومستعدّة تماماً لسلب قطر المكاسب التي قد تجنيها من كأس العالم.

تحدث العماري عن دور كرة القدم في بناء الأمة والمجتمع، وكذلك عن قوتها الناعمة في السياسات الإقليمية والدولية. وشدد على دور هذه الرياضة في تعزيز الاندماج الاجتماعي؛ فهو يرى أن فوز قطر بكأس آسيا لم يكن بالصدفة، فقد تدرّب اللاعبون منذ سن مبكرة في مراكز على غرار أكاديمية أسباير، التي تأسست في العام 2004 لمساعدة الرياضيين القطريين الشباب وتدريبهم وتعليمهم. وأشار أنّ الألعاب الرياضية تتحدى أيضاً فكرة أن الالتزام الرياضي يأتي على حساب الدراسة. وأضاف أنّ استثمارات قطر في الرياضة قد ساعدت القطاعات الاقتصادية الأخرى كقطاعات العناية الصحية والتعليم والتسلية. بالإضافة إلى ذلك، أشار إلى أنّ قطر تعتبر التنمية الاجتماعية كإحدى الركائز الأربعة في استراتيجية القوة الناعمة التي تنتهجها الرؤية القطرية الوطنية للعام 2030.

وناقش عمارة التوتر الناتج عن كأس آسيا الذي استضافته الإمارات العربية المتحدة، وكذلك عن فوز قطر بالكأس، مشيراً إلى أنّ فوز قطر بكأس آسيا قد دحض أي شكوك قد تحوم حول جهوزيتها لاستقبال كأس العالم في العام 2022. في الحقيقة، زادت مصداقية قطر في عالم الرياضة منذ فوزها الأخير. وأشار عمارة أيضاً إلى أنّ استضافة قطر لكأس العالم يشجع القطريين على المشاركة في الرياضة؛ ففي حين كان معظم اللاعبين المحترفين في المنتخب القطري في السابق من الأجانب، أصبح الواقع اليوم مختلفاً.

وناقش المتحدثون أيضاً الحالة الراهنة والمستقبلية لأزمة الخليج في ما يتعلق بكأس العالم. أشار دورسي إلى أنّ كرة القدم ضحية السياسة، وتساءل ما إذا كان الحصار سيستمر حتى العام 2022، أم إن كانت استعدادات كأس العالم ستكون فرصة للمصالحة. فهو يرى أنّ دول الحصار ستواجه معضلة إن اختارت متابعة الحصار. وأضاء المتحدثون أيضاً على تداعيات الأزمة على فرق كرة القدم والجماهير المشجّعة لهذه الرياضة في الدول المُحاصِرة، وكذلك على ما قد تعنيه مشاركتها في كأس العالم في بالنسبة إلى العلاقات الإقليمية.

وأخيراً، ركزت أسئلة الحضور على مسألة تسييس الرياضة، وأثر كأس العالم على المجتمع والاقتصاد القطريين، كما ركزت أيضاً على القوة الناعمة والرياضة والفساد في الاتحاد العالمي لكرة القدم.