Toward reimagined global financial architecture: Progress and challenges

LIVE

Toward reimagined global financial architecture: Progress and challenges

November

20
2018

6:00 pm EST - 7:30 pm EST

انتخابات التجديد النصفي الأمريكية للعام 2018: أثرها في رئاسة ترامب وسياسته تجاه الشرق الأوسط

Tuesday, November 20, 2018

6:00 pm - 7:30 pm EST

فندق انتركونتيننتال الدوحة
بجانب كتارا، قاعة الوجبة


الدوحة, DC

نظّم مركز بروكنجز الدوحة ومركز الجزيرة للدراسات ندوة في 20 نوفمبر 2018 لمناقشة أثر انتخابات التجديد النصفي الأمريكية الأخيرة في رئاسة دونالد ترامب وسياسته تجاه الشرق الأوسط. وتناولت الندوة المسائل التالية: كيف ستؤثر الأغلبية التي يحظى بها الحزب الديمقراطي في مجلس النواب الأمريكي في سياسة ترامب وكيف ستكون رادعاً للسلطة في البيت الأبيض؟ وكيف ستؤثر هذه الانتخابات في سياسة ترامب الخارجية، ولا سيّما في الشرق الأوسط؟ وماذا تكشف نتائج انتخابات التجديد النصفي في موضوع الانتخابات الرئاسية في العام 2020؟

ضمّت الندوة مجموعة من الخبراء البارزين، هم محمد الشرقاوي، باحث أول في مركز الجزيرة للدراسات؛ وفيليب جراي، أستاذ مساعد في العلوم السياسية في جامعة تكساس إي أند أم، قطر؛ وكلايد ويلكوكس (عبر الفيديو)، أستاذ في الإدارة الحكومية في جامعة جورجتاون؛ وعدنان هياجنة، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة قطر. وأدار الندوة المذيع في قناة الجزيرة مباشر سالم المحروقي وحضرها أعضاء من الأوساط الدبلوماسية والأكاديمية والإعلامية في الدوحة.

استهلّ ويلكوكس النقاش بالقول إنّ انتخابات التجديد النصفي شكّلت نكسة كبيرة لترامب وانتصاراً حاسماً للحزب الديمقراطي. وأشار إلى أنّه حتّى مع كسْب الجمهوريين مقعدَين إضافيّين في مجلس الشيوخ، فقد خسروا بفارق 11 مليون صوت. في هذا الإطار، رأى ويلكوكس أنّ الحكومة المنقسمة ستدفع مجلس الشيوخ إلى الانخراط أكثر في السياسة الخارجية، مع تمكين الديمقراطيين من متابعة التحقيقات في شؤون ترامب المالية وقضايا السياسة الخارجية واتّهامات عرقلة سير العدالة.

وأوضح ويلكوكس أنّه مع أنّ لجنة مجلس النواب الأمريكي المعنية بالشؤون الخارجية قادرة على عقْد جلسات استماع حول مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي وقضايا أخرى في الخليج، للكونغرس في النهاية سلطةٌ محدودة للتصرّف بهذا الشأن. إلى جانب ذلك، خسر الكثير من أعضاء مجلس الشيوخ الذين كانوا قد عارضوا إجراءات ترامب مناصبَهم، فانتهى به المطاف مع جمهوريين داعمين له أو غير مكترثين. وأشار ويلكوكس إلى أنّ هذه الدينامية ستمنح على الأرجح ترامب مجالاً أكبر لتفعيل مبادراته السياسية الخاصة.

وأشار جراي إلى أنّه لا يتوقّع حدوث تغييرات كبيرة في مقاربة ترامب للسياسة الداخلية عقب انتخابات التجديد النصفي. وأضاف أنّه لن يتفاجأ إذا شدّد ترامب أكثر على القضايا التي تحظى بشعبية لدى قاعدته الانتخابية، ولا سيّما تلك التي بوسعها أن تشكّل قضايا “خلافية” بالنسبة إلى سياسيّي الائتلاف المعارض. أمّا في ما يتعلق بالسياسة الخارجية، فقد يوجّه ترامب اهتمامه أكثر نحو قضايا مثل التبادل التجاري مع الصين، حيث يمكنه تجنّب مجلس النواب الأمريكي، أو ربما ممارسة البدء بالحكم بموجب أوامر تنفيذية.

على صعيد آخر، أشار جراي إلى أنّ الاستنتاج الذي توصلت إليه وكالة الاستخبارات المركزية في تقريرها الأخير حول مقتل خاشقجي لن يزيد على الأرجح الضغط بشكل كبير على العلاقات بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية. وأضاف أنّ قضايا مثل قضية خاشقجي وأزمة مجلس التعاون الخليجي لا تأثير كبير لها على الصعيد الداخلي، ومن غير المحتمل أن تؤثر في نتائج انتخابات 2020.

وقال الشرقاوي إنّ الديمقراطيين والجمهوريين سيتناحرون بصفة أساسية حول القضايا الداخلية في السنتين المقبلتين، وليس حول القضايا الخارجية. وفي أعقاب انتخابات التجديد النصفي، سيعود النظام السياسي الأمريكي إلى حالة من “الضوابط والتوازنات”، ما يعني أنّ ترامب سيضطرّ إلى السعي إلى تحقيق التوافق السياسي. تجدر الإشارة إلى أنّ الانتخابات الأخيرة شهدت أعلى نسبة مشاركة منذ أكثر من 70 عاماً، مع بلوغها نسبة تتخطّى 60 في المئة. وبرأي الشرقاوي أنّ الأعداد الكبيرة من النساء والشباب والأقليات الذين شاركوا في انتخابات التجديد النصفي الأخيرة تشير إلى أنّ سياسة ترامب في تراجع.

وفي ما يتعلق بمقتل خاشقجي، أكّد الشرقاوي أنّ القضية أصبحت فضيحة كبيرة ويمكن أن تؤدي إلى إعادة تقييم للعلاقات الأمريكية السعودية داخل الحزب الجمهوري. وأشار إلى أنّه فيما اعتاد فيه الحزب الجمهوري أن يحمي العلاقات بين البلدَين، برز سياسيون الآن يعارضون ترامب في قضايا مختلفة ويريدون قطع العلاقات بينه وبين ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. وأضاف الشرقاوي أنّ قضية خاشقجي اخترقت صخب القضايا الخارجية والداخلية التي تواجهها الولايات المتحدة، موجّهةً الانتباه إلى مجموعة من قضايا الشرق الأوسط.

أمّا هياجنة، فرفض فكرة أنّ انتخابات التجديد النصفي تدلّ على تراجع سلطة ترامب، مشيراً إلى أنّ حزب الرئيس قد خسر تاريخياً في انتخابات التجديد النصفي. من هذا المنطلق، لا ينظر إلى مكاسب الديموقراطيين في انتخابات التجديد النصفي على أنها مفاجِئة، ويرى أنّه إذا أعلن ترامب ترشيحه في الانتخابات العامة المقبلة، فسوف يفوز. كما أضاف أنّه حتّى لو لم يدعم الكونغرس مبادرات ترامب، فقد أظهر الرئيس استعداده لإصدار الأوامر التنفيذية.

وفي سياق منفصل، شدّد هياجنة على أنّ الحزب الديمقراطي لا يهتم بشكل خاص بقضايا الشرق الأوسط، ويركّز على الأرجح على الانتخابات الرئاسية والقضايا المحلّية، مثل الهجرة وإصلاح نظام الرعاية الصحّية. وأشار إلى أنّ المملكة العربية السعودية عنصر أساسيّ من استراتيجية الولايات المتحدة الخارجية، لأنها تتمتع بمكانة تسمح لها بالضغط على إيران والاضطلاع بدور في حلّ الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. غير أنّ الأزمة في اليمن وقضية خاشقجي يهددان حالياً قوّة النفوذ والمصداقية اللذين تتمتّع بهما المملكة العربية السعودية. وتساءل هياجنة أيضاً عن سبب إصرار الولايات المتحدة على الأمير محمد بن سلمان في حين يمكنها متابعة مصالحها في الشرق الأوسط من دونه.

وسلّطت جلسة الأسئلة والأجوبة الضوءَ على تداعيات مختلف القضايا التي نوقشت من أجل مستقبل العلاقات الأمريكية السعودية والنظام السياسي الأمريكي. وأشار المتحدثون إلى عاملَين أساسيَين وراء دعم ترامب للأمير محمد بن سلمان. الأول هو الدور المملكة العربية السعودية المحتمل في حلّ الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، لأنّ أيّ حلّ لهذا الصراع سيشكّل دعماً هائلاً لحملة إعادة انتخاب ترامب المرتقبة. والثاني هو علاقة ترامب الوثيقة بصهره ومستشاره جاريد كوشنر، الذي يدعم الأمير محمد بن سلمان. في هذا الصدد، لفت المشاركون إلى أنّه في حال أصدر مولر قرارات ظنّية بحق كوشنر في خلال التحقيقات التي يجريها قد يضطرّ ترامب إلى التراجع عن دعمه للأمير محمد بن سلمان في المستقبل. أخيراً، أكّد المتحدثون أنّ النظام الانتخابي الأمريكي الحالي يعطي أفضلية للحزب الجمهوري، وقد مكّنه من السيطرة على مجلس الشيوخ والرئاسة على الرغم من فوز الحزب الديمقراطي في التصويت الشعبي. وبشكل عام، لفتت الجلسة النظر إلى طبيعة العلاقات الهشّة بين ترامب والأمير محمد بن سلمان والتحديات التي تواجه الديمقراطيين في ظلّ النظام الانتخابي الأمريكي.