Commentary

التفاقم المتزايد في مسأة النزوح الداخلي في العراق

Walter Kälin
Walter Kälin Former Brookings Expert

June 20, 2006

نزح ما يقرب من مليونين من العراقيين ضمن حدود بلادهم، منهم أكثر من 700 ألف نزحوا خلال فترة الأشهر الأربعة عشرة الماضية وحدها. وتشير التقارير إلى أن النزوح الداخلي لا يزال مستمراً في الوقت الحالي، وأنه ما لم تتم استعادة السلام والاستقرار في أسرع فرصة ممكنة، فإن أعداد النازحين داخلياً سوف تواصل زيادتها المطردة لا محالة.

يفر العراقيون من منازلهم بسبب العنف السائد في العراق، فوفقاً للمقابلات التي أجرتها المنظمة الدولية للهجرة، قال معظم النازحين داخلياً أنهم تركوا ديارهم بسبب العنف الطائفي وأوضاع العنف العام والعمليات العسكرية المستمرة. وقد كانت جماعات الأقليات هي الأكثر تعرضاً لخطر الاستهداف وقد هجرت مجتمعاتها بأعداد غفيرة. وبينما سعي الكثيرون منهم للحصول على الأمان في الدول المجاورة- وكما يحق لهم ذلك بموجب القانون الدولي- فإن قطاعاً كبيراً منهم لا يتوافر لديه بعد الاستعداد أو القدرة لمغادرة البلاد. وكما تشير إحدى الدراسات الحديثة التي أجراها مشروع بروكينجز- بيرن حول النزوح الداخلي، فإن هناك أنماطاً مختلفة من النزوح. فبالإضافة إلى القطاعات السكانية التي تفر من ديارها إلى حيثما أحست بالأمان، فإن الكثير منهم قد فضلوا البقاء في منازلهم بيد أنهم وكإجراء وقائي يفترشون لنومهم أماكن مختلفة عند حلول الظلام (فيما يسمي بالنزوح الليلي) أو يمتنعون عن الذهاب إلى العمل أو المدارس (ما قبل النزوح) أو ينزحون من مكان لآخر لأكثر من مرة (وهو النزوح المتكرر)[i]. وبرغم غياب أية بيانات منهجية في هذا الشأن، إلا أنه من الأرجح أن أولئك النازحين داخلياً هم أكثر ضعفاً وتعرضاً للأخطار من اللاجئين لسبب بسيط وهو أن النازحين داخلياً هم أكثر قرباً من مناطق الصراع التي أدت إلى نزوحهم.

 وبرغم الحاجة المؤكدة للحكومات المستضيفة للعراقيين النازحين إلى الدعم في هذا الصدد، إلا أن لدى النازحين داخلياً في العراق احتياجاتهم الواضحة التي يجب التعامل معها – رغم كونها أقل وضوحاً لمن هم في خارج البلاد عنه بالنسبة للاجئين في الدول المجاورة. ومع ذلك، فإن احتياجات النازحين داخلياً تكون أكثر صعوبة في تلبيتها من تلبية احتياجات اللاجئين ممن يتمتعون على الأقل بوجود الهيئات الفاعلة لبحث متطلباتهم وقدرة الجهات المانحة على مراقبة تنفيذ البرامج.



1 أشرف الخالدي وفيكتور تانر، “العنف الطائفي: الجماعات الأصولية تدفع إلى النزوح الداخلي في العراق” brookings-edu-2023.go-vip.net/fp/projects/idp/200610_displacementiniraq.htm